" لقد صعدت بمجدٍ أيها المسيح إلهنا، وفرّحت تلاميذك بموعد الروح القدس.وثبَّتَّهم بالبركة،لأنّك أنت ابن الله المنقذ العالم".
القداس الإلهي:
+ الانديفونات والايصوذيكون " صعد الله بتهليل..يا من صعد عنا بمجد الخ" الطروبارية.والقنداق " لما أتممت التدبير الخ " بعد "خاصة الخ" " إياك نعطم نحن المؤمنين الخ "الكينونيكون" صعد الله بتهليل الخ" " لقد صعدت بمجد الخ" بدلا من " قد نظرنا الخ " ." ليكن اسم الرب مباركا الخ" ثم الختم _ الحلّ بعبارة الصعود واعلم انه حتى وداع العيد ترتل" تعظم نفسي الربّ ..ويا من هي أكرم الخ" . وبعد الابصوذون" هلمّوا نسجد ونركع..يا من صعد بمجد الخ " . وبعد" خاصة الخ " " بواجب الاستحقاق الخ" وبعد عرض الكأس " لقد صنعت الخ" { هذا ما عدا يوم الوداع }.
صلاة الانديفونا:
"أيها المسيح إلهنا.قبل صعودك عنّا إلى السماوات.وعدت انك لا تدعُنا يتامى. وملأت والدتك الفائقة القداسة وتلاميذك فرحا يفوق كلّ فرح. فلذلك نتضرع إليك قائلين: ليأت روحك الصّالح حاملا للعالم سلاما. وليُعلن لبني البشر أعمال قدرتك.وبشفاعة رسُلك أهّلنا لفرح مختاريك لأنّك أنت الطريق والحقّ والحياة. وإليك نرفع المجد والشكر والسجود والى أبيك الأزلي وروحك القدّوس.الآن وكل أوان والى دهر الداهرين آمين".
الانديفونة الأولى : مز و7و3 _2 :46 وسهوا في كتاب الصلاة للمطران ادلبي {آية 4 }.
الانديفونة الثانية : مز 4 _2 :47 .
الانديفونة الثالثة : مز 4 _2 :48 .
ترنيمة الدخول :مز 6 :46 .
الرسالة : أعمال الرسل 12 _1 :1
الإنجيل المقدس :لوقا البشير 53 _36 :24 .
لا بدّ من السؤال: هل يجوز من باب "الإنعاش الليترجي " أن ننشد " المسيح قام " إذا كان الكاهن يحذف " خلّصنا يا ابن الله.." من " باب الانتعاش "؟! ولمَ يرفض الكاهن أن ننشد كل يوم احد : المسيح قام ! فهو يوم القيامة؟! وإذا كان الجواب : التقيد بالتيبيكون وكتاب الليترجيات الإلهية فعلام لا يتقيّد بأمور أخرى؟! لأنها تروق لهذا المغنّي أو ذاك؟! لنا أن نسأل.
وقفة مقتضبة مع نص الإنجيل {ليس بهذه الوقفة الشرح الكافي الوافي بل إعطاء نبذة عن النص وذالك من باب عدم الإطالة}.
مقدمة:
بعد قيامة رب المجد من الأموات فقد قام يحمل جسده بذاته لكنه ممجد أي صار وضعه الطبيعي الجديد أن يصعد إلى السماوات ولكن بين القيامة والصعود بقي أربعين يوما, ولماذا صعد بعد اربعين يوما وليس خمسة وثلاثين او أي رقم وعدد آخر؟. بشّر النساء القادمات إلى القبر يطلبن تقديم الحنوط للجسد المقدس ومشى مع التلميذين اللذين كانا يتكلمان ويتحاوران في طريق عمواس عن أمر قيامته والآن إذ رجع التلميذان لأورشليم ليخبرا التلاميذ بما حدث معهما وكيف عرفاه عند كسر الخبز...
+ 43 _36 :" وبينما هم يتحدثون بهذه وقف يسوع في وسطهم وقال لهم السلام لكم أنا هو لا تخافوا. فاضطربوا وخافوا أنهم يرون روحا.فقال لهم ما بالكم مرتعدين ولماذا ثارت الأوهام في قلوبكم.انظروا يديّ ورجلي إني أنا هو. جسّوني وانظروا فان الروح لا لحم له ولا عظام كما ترون لي. وعند قوله ذلك أراهم يديه ورجليه.وإذ كانوا غير مصدّقين بعد من الفرح ومتعجبين قال اعندكم ههنا طعام.فأعطوه قطعة من سمك مشوي وشهد عسلٍ".
يتحدث التلاميذ عن القيامة المجيدة. جاء الرب معلنا ذاته لطالبيه ومنظريه بطريقة لا يمكن أن يُشكّ فيها فحلّ بينهم بشهادة واضحة :" وقف يسوع نفسه في وسطهم".
وقال " سلام "، في أول لقاء السيد القائم من الأموات ، ولمَ السؤال! ليحقق لهم وعدهم به في ليلة آلامه، قائلا :" سلاما اترك لكم، سلامي أعطيكم،وليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع"{ يو 27 :14 }.فالسلام،على وجه الخصوص يخص الله الذي يوحّد كل الأشياء معًا في واحد.
وقد ثبّت صوته في أذهانهم القلقة:" فقال لهم يسوع أيضًا سلام لكم" وكشف أيضًا آثار الجراحات بوضوح وبقوله هنا يذكّرهم الرب بما نطق قبل الصلب:" سلامي اترك لكم" { يو 37 :14 } فرح التلاميذ إذ رأوا الرب{ يو 21 :20 }:" ولكنني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم ،ولا ينزع احد فرحكم منكم".
يتحقق في الآيات التي نحن بصددها{ 43 _36 } الكلمات الأولى التي حدثهم بها الرب بعد قيامته وأعطى النساء الفرح {مت 9: 28 } لان النسوة كنّ في حزن وما هي عظمة رب المجد بوهبه السلام للرجال والفرح وللنساء وهذه ثمار الصليب الأولى كما يقول الذهبي الفم .وفي التحية يكمن الخلاص بحيث السلام من الخلاص والخلاص من السلام.
وعلام جزْع وخوف التلاميذ؟! لأنهم لم يتوقعوا أن يحلّ الرب هكذا في وسطهم والأبواب مغلقة ولماذا ظنوا أنهم رأوا روحًا؟!
إن دخول رب المجد والأبواب مغلقة كي يدركوا معجزة وقدرة الرب وعمل السيد المسيح بعد أن وهبهم سلامه الحقيقي، أن يؤكد لهم انه ليس روحًا بل بالحقيقة يحمل جسدا مبرهنا على ذلك بان يلمسوه وبإعلانه لهم انه عارف بما في أفكارهم وقلوبهم قائلا لهم:" انظروا يديّ ورجليّ .."
ولماذا ترك الرب جراحاته الجسدية بعد القيامة ؟! بحسب القديس اوغسطينوس:
+ ليشفي بها جراحات التلاميذ إذ لم يصدّقوا.
+ ليشفي جراحاتهم _ التلاميذ الروحية وما هي ؟ عدم إيمانهم كما عند بعضنا لشديد الأسف فقد ظهر أمامهم وعاينوا آثار الصلب والألم وظنّوه "روحًا".
+ اضطراب التلاميذ، صاعد من أفكارهم الصاعدة من الأرض. وما هو طلب الرب:" فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله اهتموا بما فوق لا بما على الأرض زلاتكم قدمتم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله، متى اظهر المسيح الرب حياتنا، فحينئذٍ تظهرون انتم أيضا معه في المجد". {كولسي 4 _1 :3 }.
والقديس كيرلس الكبير يعلل سبب إبقاء آثار الجراحات: الشهادة لتلاميذه أن الجسد الذي قام هو بعينه الذي تألّم.
وغريغوريوس الكبير يوجز:
+ لبناء تلاميذه في الإيمان بقيامته.
+ بقاء هذه الجراحات تعلن شفاعته لدى الآب عنّا.
+ ليتذكر المؤمن حب الربّ ورحمته.
+ تبقى هذه الجراحات لإدانة الأشرار في يوم الربّ.
+ 46 -41 :" وبينما هم غير مصدّقين من الفرح ومتعجبون،قال لهم: اعندكم ههنا طعام،فناولوه جزءًا من سمك مشوي وشيئًا من شهد عسل، فأخذ واكل قدّامهم.وقال لهم: هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بدّ أن يتمَّ جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذٍ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب، وقال لهم: هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث".
وهل يفهم من النص أن الرب جاع؟! وما الهدف من طلبه للطعام!؟ وهل الرب المحيي من الموت والشافي لا يستطيع كبت جوعه الجسدي؟! وما هدف الرب من دخوله والأبواب مغلقة؟!
+ 53 _46 :" هكذا كان ينبغي أن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم وانتم شهود لذلك.وها أنا أرسل إليكم موعد أبي، فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي.وأخرجهم خارجا إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يبارركهم انفرد عنهم وصعد إلى السماء فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم وكانوا كل حين في الهيكل يسبّحون ويباركون الله.آمين".
اظهر ذاته الرب هنا لتلاميذه بكونه راس كنيسته. وظهر ألراس ووعد الجسد ورأوا ألراس وآمنوا به متلامسا مع الجسد ولكن نحن نؤمن بالرأس ونرى الجسد وهذه الرؤية إعانة التلاميذ على الإيمان بكنيسة المستقبل ونحن نرى الكنيسة لنؤمن بالرب له كل المجد.
ما معنى الاسم "بيت عنيا" ورمزية المكان والصعود؟! لمَ لمْ يختار مكانا آخر؟! ولماذا رفع يديه؟ ولمَ فرح التلاميذ لصعود الرب وتاركا إياهم! آمين.
في هذه العجالة لم نجب عن الاسئلة لتالية:
+ لماذا صعد الرب بعد اربعين يوما وليس ستين او خمسة وعشرين او أي عدد او رقم آخر؟
+ لماذا نأكل منتوجات الألبان وهل من علاقة ليترجية لاهوتية لذلك؟
+ ما التفسير العقائدي لصعود الرب؟
+ ما التفسير اللاهوتي لصعود الرب بعد أربعين يوما؟
+ لماذا صعد من جبل الزيتون؟
+ ما الحاجة لصعود الرب؟
+كيف فرح التلاميذ لصعوده؟هل من عاقل يفرح لابتعاد الرب عنه؟
هذه وغيرها الكثير من الأسئلة لم نتطرق لها بهدف عدم الإطالة ،ولمن يرغب الاستفادة والتمحص يراجع كتاب :" الأعياد السيدية" أو " تفسير إنجيل الآحاد والأعياد" كلاهما للأستاذ ميخائيل بولس الراقد على رجاء القيامة ومن إصدار جمعية أبناء المخلص في الأراضي المقدسة والمنتدى المسيحي الروحي .
[email protected]