" وعلى ذلكَ فمثلُ أولئكَ كمثلِها،لأنّهم في هذيانهم يُنجّسون الجسَدَ ويزدَرون العزّة الإلهية ويجدّفون على أصحاب المجد.الويلُ لهم سلكوا طريق قاين واستسلموا إلى ضلال بلعام من اجل أجرة ينالونها وهلكوا في تمرّد قورح. لا حياء لهم على المآدب يكتظّون من الطعام هم غيومٌ لا ماءَ تسوقها الرّياح".
هذه قصّة للكاتب الكبير مارون عبّود،تدور أحداثها في إقليم البترون.
كان في قرية صغيرة كنيسة يتعاقب على الخدمة فيها العديد من الكهنة منهم كهنة أفاضل ورعة تقيّة تخاف الرب ومنهم من كان الربّ يخاف منهم ومن خدمتهم.
احد هؤلاء الخوارنة الذي يخاف منهم الربّ من تصرّفهم وانحرافهم الأخلاقي السلوكي الفاحش واحد هؤلاء الحوارنة،والذي أصر القيّم على الكنيسة بتسميته" التبّان"، قرّر الخوري المحروم من صغره من الحنان والعطاء، أن ينتقم من القيّم الورع الذي في منتصف السبعينيات، طلب الخوري " التبّان" المفتاح وأعطاه بكل سرور وابتهاج وفرح وسعادة لان التبّان "أو الكبّوت" يقال له أحيانا {لا يشرح مارون عبود المعنى فيقول أهل الضيعة يعلمون} يقول للقيم أن المفتاح مهم جدا للملكوت! فلم يفهم القيم الذي بالكاد أنهى المرحلة الابتدائية عن أي ملكوت يتحدّث التبّان الكبّوت ! ما هذا الملكوت أو هذه حتى لا يعلم مذكر أم مؤنّث!
مرت أيام وأيام ومفتاح الملكوت يعمل المعجزات مع "التبان الكبوت" ينزوي في الزوايا ويختلي بين الأشجار الغنّاء في بستان الملكوت يسهر ويسمر ليلة وأخرى والقيّم يفكّر ما الملكوت.
فجأة يسمع القيّم أن التبّان _الكبّوت، في ورطة الملكوت، ما هي الورطة! ابتلى في عشق احدهنّ في مكان عمله وانهالت عليه الشكاوي والدعاوي، ففي الضيعة لمّا بدْعي لِخْتيار علْواحد بِقْطَع حيلو وْحِيل أبو كمان، وْهيكْ صار يوم شكوِي من مَرَة ويوم مرض في بَطْنُو ويوم مَرتُو بدْها تْطَلْقو، يوم قرَّر الخِتْيار ونادا على التبّان الكبّوت قالُّلو: وَلك خاف الله شوي، شو بِيك دايِر وَراي رايح جاي ولك إعرِف إنّو إلّي بدّو يِإذيني الله بُضُرْبُو وْبُضْرُب بيتو وهيك حالك يا خوري تبّان بْنيَّك في مشكلة وبنتك مشاكل ومشاكسات وحُرِمْتَك بدهاشِ يّاك .
ويختم المتقدّم في العمر بقوله للكاهن التبّان الكبّوت مقتبسا من الكتاب المقدس عن الخوري:" هم الذين يتذمّرون ويشكون ويتبعون شهواتهم تنطقُ أفواههم بالعبارات الطنّانة ويتملّقون الناس طلبًا للمنفعة." وبعدها وجّه العجوز كلامه لأهل ضيعته علّهم يفهمون كلام الرب لان أغلبيتهم من زمرة التبان الكبوت مقتبسا كلامه من كلمة الحياة:" اما انتم ايها الاحباء فاذكروا ما انبأ به رسل ربنا يسوع المسيح إذ قالوا لكم سيكون في آخر الزمان مستهزئون يتبعون شهوات كفرهم هم الذين يوجِدون الشقاق انهم بَشريّون ليس الروح فيهم"
" ملعون ابن ملعون كل من ضلّ عن وصاياك يا رب "
[email protected]