تحدث الأمين العام لـ حزب_الله السيد حسن نصرالله في حفل تأبيني في مجمع سيد الشهداء، بذكرى اسبوعمصطفى_بدرالدين، في حضور الوزير علي حسن خليل، السفير السوري علي عبد الكريم علي، النواب: إميل رحمة، حكمت ديب، محمد فنيش، حسين الحاج حسن، محمد رعد وعلي فياض، النائب السابق عبد الله فرحات، المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وفد إيراني برئاسة الشيخ سبحاني نيا، السيد جعفر محمد حسين فضل الله، علماء دين وشخصيات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية.
وقال عبر الشاشة، معزيا العائلة: "نحن في هذا العزاء شركاء واهل لان شهيدنا القائد كان ابن هذه العائلة الصغيرة والكبيرة. وسأتحدث عن شخص مصطفى بدر الدين وظروف استشهاده ومرحلة ما بعد الاستشهاد".
وقال:" ان مصطفى بدر الدين من أوائل رجالات المقاومة منذ لحظاتها وساعاتها الاولى، وكان في مقدمة المجاهدين في معركة خلدة مع مجموعة من المجاهدين الذين شكلوا نواة المجموعة الاولى في المقاومة، وقد قاتلوا كتفا على كتف مع الاخوة في حركة امل والاخوة الفلسطينيين، وقد أصيب يومها وبقيت آثار ذلك معه الى يوم الشهادة. لذا هو من اوائل الجرحى في هذه المسيرة، شارك مع بقية الاخوة القادة في التدريب والتسليح والتجهيز والتي أدت الى طرد الاحتلال الاسرائيلي من بيروت والجبل وصولا الى الحزام الامني، وفي العام 1995 تولى الشهيد مصطفى المسؤولية العسكرية المركزية في حزب الله الى منتصف العام 1999، وقد عمل خلالها على تطوير بنية المقاومة وصولا الى الانتصار الكبير العام 2000".
ولفت الى أن "من اهم التحديات كانت المواجهة الكبرى في نيسان العام 1996 حيث صمدت المقاومة وثبتت مما افشل العدوان الاسرائيلي وانتهى بتفاهم نيسان، وصولا الى العام 2000"، مشيرا الى أن "أهم ادواره كان في عملية انصارية وتقاسم فيها المسؤولية مع الشهيد عماد مغنية".
وتحدث عن "رؤيته في دور الاعلام الحربي، وكونه واحدا من قادة المواجهة في عدوان تموز 2006. كما تولى مسؤوليات عديدة، ومن اهم انجازاته، تفكيك شبكات العملاء الاسرائيليين بالتعاون بين أمن المقاومة وأمن الاجهزة الرسمية والتي كان لها دور كبير في كشف هذه الشبكات".
وقال: "وفي مرحلة الدخول الى سوريا أوكلت الى الشهيد بدر الدين مهمة إدارة الوحدات القتالية فيها، وكان يديرها من لبنان حيث كنت أمنعه من الذهاب الى سوريا حرصا عليه، ولكن اصرارا منه ذهب الى هناك فقضى أغلب وقته هناك وتحمل اصعب المهمات. وكان لمقاومتنا شرف المساهمة الى جانب الجيش السوري وكل الحلفاء والاصدقاء، في تحقيق الانجازات وأبرزها منع سقوط سوريا في يد التكفيريين وفي يد اميركا وحلفائها في المنطقة. ولعب دورا في تفكيك شبكات الارهاب التي ضربت لبنان بالتعاون مع الاجهزة الامنية الرسمية في لبنان".
أضاف: "نحن امام واحد من العقول الكبيرة في المقاومة ومن مؤسسيها الاوائل، قائدا ومقاتلا وشهيدا".
وتحدث عن "شجاعته وذكائه الحاد واحترافيته العالية ونشاطه الدؤوب وعاطفته الجياشة"، وقال: "لقد وافقت على ذهابه الى الحدود للمتابعة وليس الى سوريا، انما أمام اصراره الشديد، قلت له انت مختلف واذا ذهبت الى سوريا وهي ساحة حرب ومطحنة، واذا استشهدت نصبح امام الكلام الكثير عند الاعداء والخصوم وفاقدي القيم والمتربصين بالمقاومة، وهذه اشكالية صنعها الاعلام الاخر كما حصل مع استشهاد عماد مغنية. لكنه اصر وقال لي لا تريدني ان استشهد بل أموت على الفراش. وبعد ذلك ذهب الى سوريا"، مؤكداً أنّ "الدماء التي تسقط ستدفعنا إلى حضور أكبر في سوريا، ونحن باقون فيها لنكمل المعركة وسيذهب إليها قادة أكثر من العدد السابق"، وأنّ الحزب باقٍ هناك، مهما سقطت له تضحيات.
أضاف: "ان الشهيد القائد محمد الحاج والشهيد علاء كانا من قادة المقاومة لكن استشهادهما لم يثر ضجة لانهما شخصيتان غير اشكاليتين ومثلهما الشهيد القائد حسان اللقيس. الاشكالية ستبقى اسيرة الماكينة العاملة على مهاجمة حزب الله. وان مقام الشهداء عندنا يرتبط بأولئك الذين يقتلون في سبيل الله دفاعا عن دينهم وقضاياهم وقيمهم ضد مشاريع الاستكبار والهيمنة الاميركية والاسرائيلية سواء قتلوا بأيد اميركية او اسرائيلية او تكفيرية".
وتابع: "شهداؤنا هم شهداء في أي أرض سقوطوا لان المعركة واحدة والعدو واحد. وآسف أن عدونا الاسرائيلي الحاقد أنصفنا ولكن المستعربين خدموا الاسرائيليين اكثر من الاسرائيليين أنفسهم، وهم الذين حرضوا على جمهورنا عندما قالوا ان حزب الله لم يتهم اسرائيل بقتل مصطفى بدر الدين لانه خاف من يلزمه اتهامها بالرد عليها وهو منشغل بحروب أخرى".
وقال نصر الله: "نكرر أسفنا لأن يقول ذلك اعلاميون عرب في حين ان العدو الاسرائيلي يعرف اننا صادقون منذ 34 عاما، فلم نتكتم على أي عملية او قرارنا بالرد عندما نعد بالرد".
وعن ظروف الاغتيال، قال: "لقد تجاوزنا مسألة من قام بالاغتيال لان العدو واحد، وقد أجرينا تحقيقا في موقع الانفجار ولم يظهر لنا اي دليل يأخذنا الى اتهام الاسرائيلي، مع اننا لا نبرئه، لكننا حتى في الحرب النفسية لا نكذب ولا نتهم سياسيا".
أضاف: "المعطيات وجهتنا نحو الجماعات التكفيرية المسلحة في منطقة الاغتيال، وأنا أتحمل تبعات هذا الاستنتاج. مثلا في عملية القنيطرة قمنا بالرد على العدو الاسرائيلي عبر عملية قامت بها المقاومة يومها لان قرارنا كان الرد، ونحن لا نجبن اذا قررنا الرد على الاسرائيلي".
وتابع: "أقول للاسرائيلي الذي أنصفنا وللاعراب الاشد كفرا وفي هذه الذكرى، اذا امتدت يدكم على أي مجاهد من مجاهدينا سيكون ردنا قاسيا وخارج مزارع شبعا أيا تكن التبعات".
ورأى أن "ما صدر من كلام وتصرفات من بعض الشخصيات السياسية ووسائل الاعلام، يعبر عن مستوى الانحطاط الاخلاقي لدى الذين لا يتصرفون الا على اساس الاحقاد والضغائن"، وقال: "هؤلاء أسوأ من العصابات، فالمحكمة الدولية لم تحكم بعد على هذا الرجل في حين انكم تحاكمونه انتم وتدعون انكم حقوقيون، لكن الاناء ينضح بما فيه، والذي فيه خسة ينضح خسة والذي فيه عار ينضح عارا".
[email protected]