أقيمت مؤخرًافي مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة، وبرعاية بلديتها، ندوة ثقافية مميزة حول رواية "عسل الملكات" للكاتب والشاعر ماجد أبو غوش. وقد جاءت هذه الندوة ضمن الندوات الأدبية الشهرية التي يركزها ويشرف عليها الشاعر مفلح طبعوني بهدف الاحتفاء بإصدارات كتّابنا الجديدة، وتحقيق التواصل المطلوب بينهم وبين القراء.
ركّز الشاعر "الطبعوني" في كلمة افتتاحه للندوة على أهمية الذاكرة ودورها في توثيق الرواية الفلسطينيَة بشكل عام والرواية موضوع الندوة بشكل خاص، وقال: إن الإبداعات التي لا تعتمد على الذاكرة العامة السليمة التي تجمع من ذاكرة الأفراد استمراريتها وعطائها، لا يمكنها حماية الأجيال القادمة من الضياع.
ثم قدم الفنانة أمل مرقص التي حاورت الكاتب بشكل موَسع حول روايته "عسل الملكات" وإبداعاته الأخرى في مجالي الشعر وأدب الأطفال، وقد أجابأبو غوش على إحدى أسئلتها بقوله:
"هل يستوي الذين يعشقون والذين لا يعشقون؟؟ "....
"هل يستوي الذي قال لا واضحة، وضوح الدم والوردة، والذي قال نعم لصنم الطين؟؟ إذا قد يكون مجرد شوق المحب ربما هي حكاية الفراشة التي وقعت في هوى الذئب، أو الغزالة التي أدخلت الصياد إلى غرفة نومها، ربما هو هوى حيفا الذي يأسر الروح ، ربما كلها حتى أبرر جنون الذئب وحكمة المكان ".......( نص من الرواية).
وحول سؤال آخر قال: "مخيمات العمل التطوعية النصراوية والتمازج معها سياسيا واجتماعيا ساعدت في تحييد إسقاطات الاحتلال على المناطق التي احتلت سنة 67 وتحدث أيضا عن العلاقة ما بين المرأة والرجل، الأصح الذكورية والأنثوية التي تغذي صمود المحتل والمظلوم ضد الظالم.
من الجدير ذكره أن المحاورة "مرقص" مهّدت للكاتب الضيف الولوج في إبداعاته بأريَحية واتساع وقد ساعد على ذلك اضطلاعها على إبداعات "أبو غوش" الشعرية وأدب الأطفال والرواية موضوع الندوة وقالت: نحن نتعامل مع مبدع يحمل أدوات ويخزن معلومات تساعده في نقل إبداعاته للمتلقين أمثالنا، وبدون مبالغة نحن أمام مبدع يثير حواسنا لتلقي إبداعات بدون استئذان ونحن في انتظار الجديد من نصوصه ليأخذنا إلى عالم الإبداع الواسع بطواعية.
تطرق الكاتب من خلال إجاباته على أسئلة المحاورة إلى عدة أمور ثقافية واجتماعية، من بينها: مكانة المرأة ودورها المميز في المجال الإبداعي وكافة الأصعدة العلمية والثقافية. ثمّ أشار إلى سعي بعض الأدباء باللهث وراء الحصول على جوائز مصبوغه بالدم والنفط، متابعًا الحديث عن مشاريعه الأدبية المستقبلية.
أثيرت في الندوة أجواء من التفاعل والاستحسان لدى الحضور.
مسك الختام، كانت التوقيعات التي وقعها الكاتب ماجد أبوغوش للجمهور المتعطش لمثل هذه الأعمال الأدبية القيمة.
[email protected]