أصبح إرتداء النظارات الشمسية أمراً هاماً في حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنه لدى الكثير منّا على اعتبار أنه أمر مواكب للموضة، وبهذه النظارات تتزيّن إطلالاتنا النهارية ونكتمل جمالاً. والحقيقة أنها ليست فقط كذلك بل هي تتعدى حدود الموضة لتكوّن مصدر حماية لأعيننا من أشعة الشمس والأتربة والغباء المتناثر في الأجواء في فصول السنة الأربعة. لذلك عادة ما ينصح أطباء العيون بإرتداء نظارات شمسية ذات نوعية جيدة وليس تقليدية، فنحن لا نتحايل على من حولنا بالمظهر ولا على الشمس كذلك الأمر؛ إذ أننا نبحث فعلياً عن مصدر يحمي من قوة حرارة الشمس والأشعة فوق البنفسجية والتي تؤثر بشكل كبير على الأعين وتحدث العديد من الأضرار فيها وعلى البشرة كذلك؛ حيث أن التعرّض لها لمدة 30 دقيقة متواصلة يسبب حدو الماء البيضاء في العين أو ضعف في الرؤية بنسبة 10%.
وأن التعرّض لها باستمرار دون استخدام النظارات الشمسية الحامية قد يصيب المرء بمرض الميلا نوما الخبيث. إن النظارات الشمسية قادرة بنسبة كبيرة على حماية العين من الضوء الشديد والمزعج الذي يصعّب الرؤية ويسبّب الصداع، كما أنها تمنع دخول الضوء الخطير (الأشعة فوق البنفسجية) إلى العين وأجزاءها الداخلية؛ إذ أنها تسمح بفتح العينين بشكل كامل وتوفر رؤية أكثر وضوحاً وأداء أفضل للعملية البصرية بشكل عام لذلك لا بدّ من اختيار نوعية أصلية والابتعاد عن المقلّدة لضمان الحصول على هذه الحماية. ولاعتبارها ضرباً من ضروب الموضة المتجددة فنحن نأخذ بعين الاعتبار اختيار أشكال وأنواع وألوان جميلة منها تواكب خطوط العصر الحديث، وتلائم أذواقنا وكذلك أشكال وجوهنا. أما فيما يتعلّق بدرجة قتامة لون النظارات ونحن نقصد هنا تحديداً (العدسات)، فإن هذه مسألة ذاتية تعود للذوق وكيفية وأماكن الاستخدام من جهة، ومسألة ضرورية تعود لدرجة حساسية العين والتي ينصح الأطباء الذن يعانون منها بإرتداء النظارات الشمسية القاتمة نوعاً ما حتى في فصل الشتاء، وغالباً ما يجب أن تكون كبيرة الحجم لتغطية الجوانب.
وتساعد العدسات رمادية اللون على تغيير الألوان من حولنا بشكل أقل ممّا هي عليه، في حين تساعد العدسات صفراء أو بنيّة اللون على التقليل بشكل كبير من حدّة الضوء. وتعتبر العدسات داكنة اللون في الجزء العلوي وفاتحة في الجزء السفلي إحدى أفضل ما يتختاره المرء، كونها أكثر عصرية وتتوافر بعدّة موديلات. وعند شراء نظارات شمسية من أي مكان يجب التأكد من وجود مرشّح للأشعة فوق البنفسجية وهو غالباً ما يكون مكتوب على الإطار أو موجود على الملصق المطبوع فوق العدسة، وهنالك أيضاً جهاز فني يؤكد على وجود مرشّح فيها. ويعد تصميم العدسة أيضاً أمراً هاماً مهم، كما يجب أن يكون الإطار ملاصقاً للوجه؛ حيث أظهر نتائج العديد من الاختبارات أنه حتى عند ارتداء النظارات ذات الجودة العالية، فحوالي 14٪ من الضوء لا يزال يصل إلى العين من حول الإطار لذلك لا بدّ أن يكون ملاصقاً للوجه.
[email protected]