أُفكِّرُ وأتوهُ فِي مَتاهاتٍ وكأنِّي بينَ هِلالَيْنِ أَتَسكَّعُ
أرى فقيراً يَنُوحُ وَيَندُبُ ومَلِكاً على عَرْشِهِ يترَبَّعُ
ويرْقُصُ طَرْبانٌ على لَحنِ أُغنيةٍ وإلى مِذياعِهِ يُطرقُ ويسمَعُ
أُصغي لِمُؤَذِّنٍ يدعُو آلمُؤمنينَ وجَرَسُ كنيسةٍ يَإِنُّ وهوَ يُقرَعُ
وآلعصافيرُ جذلى على أفنانِها وراعٍ بآلعَصى يَهِشُّ ويَقرَعُ
وشَجَرٌ يتشبَّثُ بجُذورِهِ ويَشمَخُ وَبِماءِ آلحياةِ تفيضُ آلمَنابِعُ
وذو لُبٍّ رقيقٍ دَمِثٍ بخيالِ شاعِرٍ يَرسِمُ ويُلَمِّعُ
وآلقمرُ لليلاهِ يبِشُّ ويبتسِمُ يُخيِّمُ بهالَتِهِ ولا يَنقَشِعُ
شارِبُ آلماءَ آلعذبَ يرتوي ومَن يَنهلُ آلحِكمَةَ لا يَشبَعُ
ما أخفى جمالَ آلرُّوحِ لِثامٌ وما بَشَّعَ آلجميلاتِ خِمارٌ وبُرقُعُ
رَوضُ آلخميلةِ مُلكُ كُلِّ عابِرٍ ينتَشي بعِطرِهِ وبورودِهِ يتمتَّعُ
مَن رامَ آلعُلا إمتطى آلكواكبَ ومَن أتقنَ آلفَنَّ بِفنِّهِ يُبدِعُ
تَسمَعُ ذمّاً ومَدحاً وآلآذانُ صاغِيَةٌ والعينُ للافراحِ والأتراحِ تَدمَعُ
مَن يَحضُنُ آلأفعى تلدغُهُ ومَن يُؤمِنُ بآلنَّارِ بآلنَّارِ يُلدَغُ
ما أغنى آلمُخَّ شَعرٌ صُبِغَ وما جَمَّلَ السَّجايا آلتسَفُّعُ
لَو أُنذِرَ آلأحمَقُ يتجاهلُ ولو حُذِّرَ آلعاقِلُ يُردَعُ
نَكفُرُ ولِخالِقِ الكونِ نَشكو ولو داهَمَنا آلخطَرُ نتضرَّعُ
هُوَ آللهُ آلغفيرُ آلرَّحيمُ واسِعُ آلرَّحمةِ يَصفحُ ويَشفَعُ
لا تُذنِبُ وتقولُ أتُوبُ فلعَلَّكَ قبلَ آلتوبةِ تُصفَعُ
لا يَخُرُّ آلمُؤمِنُ أمامَ مَلِكٍ وللهِ آلعليِّ يَسجِدُ ويَركَعُ
ما خَمَشَ قِطٌّ إلاَّ مُداعبَهُ وما آلَمَ غيرَ صاحبِهِ آلوجَعُ
لِكُلِّ داءٍ دواءٌ بمِقدارٍ ولو نقَصَ أو زادَ لا يَنفَعُ
[email protected]