تبيعُ أرضاً كُنتَ وارثُها ولا تبِعها لو كُنتَ شاريهَا
تَدَّخِرُ مالاً تَموتُ وتترُكَهُ تشقى بآلحياةِ وبلَحظةٍ تُخلِّيهَا
لا تلتقط حَبَّةً مَجَّها صاحِبُها فلو صُلحت ما كانَ راميهَا
وأرضٌ هيَ مسقطُ آلرأسِ مقرُّكَ بَطنُها وسَيفُكَ حاميها
ما أنقى مِن نسائِم بَلدي وما أعذب من ماءِ خَوابيها
تعيشُ بقصرٍ وتحِنُّ لكوخٍ ولزقاقاتِ قريةٍ ودهاليزِ حواريهَا
نَحِنُّ لأرضِ بلقعٍ وزمهريرٍ ولو طالَ الغيابُ عنها نُناجيها
شَوكُ بِلادي ولا زهرُ آلغُربَةِ ولو لسَعَ دبُّورُها ولدغَت أفاعيها
أُقبِّلُ وجناتِ صُخورها وألثُمُها ولو قسَت عليَّ أقولُ عافيها
قريتي حبيبتي ومَنهلُ عُمري وإن جافتني لن أُجافيها
نسائمُها عِطرُ جنائنٍ عبِقٍ أختالُ وأسمو بها وأتيهُ تِيها
ولو لمَحتُ نظرةَ عتبٍ أهُبُّ أطلبُ عَفوَها وأراضيها
وإن جاعَت لَحِمي زادُها ولو عَطِشَت دَمي أسقيها
أرجو لها آلعزَّ وآلسُؤدُدَ ولو مسَّها سُوءٌ بِروحي فاديها
قريتي قِمَّةٌ تشمخُ بأهلها وعلى سُدَّةِ آلعَرشِ أُوَلِّيها
وآلفتاةُ آلتي أُحِبُّها من بلدي ما لها لقبٌ ولن أُسمِّيها
أستمِدُّ طاقتي من سناها وبِكلِّ كنيَةٍ حُلوةٍ أُكنِّيها
أستُرُ أسرارَنا وأصونُ خباياها لا أكشِفُ عنها ولن أُعرِّيها
صافيَةُ آلمزايا كآلماءِ آلزلالِ وإن شابَتها شائبةٌ أُنقِّيها
تضُمُّها أُمي وتُرحِّبُ بها تُزغرِدُ أُختي وتقول آويها
[email protected]