رأَيتُ شَيخاً يَعتَمِرُ عمَامةً سأَلتُ عنْهُ قالوا حَرَمُون
قُلتُ أَراهُ يُناطِحُ آلسَّماءَ وتكِلُّ أمامَ هَيبَتِهِ آلجُفونُ
يَجثُمُ كآلطَّودِ آلشَّاهقِ آلشامخِ هَرِمَ وما عَبَثَت بِهِ آلسُّنونُ
قهَرَ آلأعداءَ وما إنقهرَ ومن فكّرَ بإيذاءِهِ مَجنونُ
ترَبَّعَ على عَرشٍ مُهيبٍ كَلَت وما نالَت مِنهُ آلعُيونُ
تُزنِّرُهُ ضِيَعٌ طيِّبةٌ أنفاسُها وشعبٌ لِتُراثِ أهلِهِ يَصونُ
مُوَحِّدونَ وآلمعروفُ في دَمِهِم أسرارُهم عيونُهُم وللعُيونِ شُجونُ
خَريرُ ماءِ آلشَّيخِ يعزِفُ ألحاناً يشدو لها آلبُلبُلُ ويُغرِّدُ آلحسُّونُ
وآلنَّسائمُ آلباردةُ تُلطِّفُ الأجواءَ وآلظباءُ آلشقرُ تَسقيها آلعيونُ
أهلُ آلجولانِ أشبالُ أُسودٍ ما لها مخالبٌ أنيابٌ وقرونُ
كَم عطَّرَ آلنَّرجسُ روابيهِ وكَم زهَّرَ بِرَبيعِهِ آلدَّحنونُ
تاريخُ آلأهلِ بآلجولانِ مِسْكٌ وما عابَت أهلَهُ آلظُّنونُ
لآبنِ آلجولانِ جُذورٌ بأرضِهِ وما خلعَ جذورَهُ ولا يَخونُ
أجاويدُهُ صيدٌ وأصحابُ كراماتٍ ما هابوا ولا أهابهُم آلمنُونُ
ألجولانُ قلبٌ ينبضُ بآلوفاءِ كانَ وما زالَ آلأُمُّ آلحَنونُ
صَخرُ آلشَّيخِ صَلدٌ صَلْخَدُ للآسادِ عرائنٌ وللصُقُورِ حُصُونُ
ألأقمارُ فلَقاتٌ يَشِعُّ نورُها وحرَمونُ فلقةٌ ما شابَتهُ آلقُرونُ
كُوفيةُ حَرَمونَ ناصِعةُ آلبياضِ وبزُنارهِ قُرىً لا تَهونُ
[email protected]