أيها الراحل الدكتور جريس سعد خوري – مدير مركز اللقاء، لقد بَكرت الرحيل، ما زال أمامك الكثير من المشاريع والامنيات، كنت رمزاً للتقارب والتفاهم بين أطياف مجتمعنا العربي، رَحلتَ وأنت تناضل من أجل تفاهم ووحدة ابناء مجتمنا على اختلاف أطيافهم، رحلت وأنت في طريقك مع وفد من المطارنة والشيوخ والعلمانين لمقابلة البابا فرنيس، أصابتك الوعكة الصحية في ساحة الفاتيكان دقائق قبل الإجتماع مع قداسة البابا.
قلبك الكبير اتسع للجميع لاحظت ذلك ، في ندوات ومحاضرات مركز اللقاء، جمعت في هذه اللقاءات بين المسلمين والمسيحين والدروز ، تمحورت الندوات واللقاءت في بحث التراث المسيحي الاسلامي ولبحث اللاهوت المسيحي في العصور السابقة وفي يومنا هذا وما هي التحديات التي توجهنا أمام الحركات التكفيرية ، كان قلبك الذي توقف عن الخفقان هو المحرك لجميع هذه النشاطات، رحلت قبل أن تنهي المهمة، يعجز القلم أن يفيك حقك. كنت مقبولاً ومرحب بك عند رؤساء الكنائس والمساجد. لقد قام مجلس رؤساء الكنائس المسيحية بنعيك جاء في كلمتهم " فالمرحوم لم يكن فقط علما من الأعلام العلمانية في الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة بل كان ناشطا فاعلا ومساهما كبيرا بالحوار الإسلامي المسيحي محليا وعالميا، إضافة إلى دوره البارز في خدمة أبناء المجتمع على تعدد مركباته العرقية والدينية." حتى هذا لا يفيك حقك لأن الكلام لا يمكنة أن يصف مقدار محبة الناس لكم .
أتقدم بهذا لأسرة اللقاء ولجميع المشاركين في اللقائات التي جمعتنا، ولأهل قرية فسوطة ولعائلة خوري وأسرته الكريمة تعزيتي ولفقيدنا الغالي د. جريس خوري - أبو بشارة الرحمة ولكم من بعده طول العمر.
[email protected]