تتواصل الموجة الاحتجاجية القوية في تونس والتي انطلقت من مدينة القصرين ضد البطالة والتهميش قبل أن تطال العديد من المدن التونسية الأخرى إلى أن بلغت ليل الخميس/ الجمعة (22 يناير/ كانون الثاني 2016) العاصمة تونس والتي شهدت عمليات نهب وسطو وحرق لمراكز أمنية بحسب شهادات لمسؤولين في الأمن ووسائل إعلام محلية.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن محتجين استهدفوا مقرات للشرطة وأحرقوا سيارات أمنية مضيفا أن قوات الأمن تصدت لمجموعات كانت تحاول السطو على محلات ومراكز تجارية في منطقتي سيدي حسين وحي التضامن بالعاصمة تونس وفي جندوبة وبنزرت. وذكرت تقارير إعلامية أن محتجين تمكنوا من السطو على فرع بنكي ونهب محلات في حي التضامن كما أحرقوا مقرات أمنية في الجريصة بمدينة الكاف وفي قبلي ودوز وتوزر.
والاحتجاجات التي دخلت يومها السابع، اندلعت إثر وفاة شاب عاطل عن العمل يدعى رضا اليحياوي (28 عاما) يوم السبت الماضي في ولاية القصرين (وسط) بصعقة كهربائية بعد تسلقه عمودا قرب مقر الوالي احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام. وحذر المتحدث باسم وزارة الداخلية من استمرار الوضع على حاله بما يحد من جاهزية قوات الأمن وتشتيت جهودها في مكافحة الإرهاب.
وتعيد الاحتجاجات الحالية إلى الأذهان أحداث الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011 كونها تحمل ذات المطالب الاجتماعية. وقال الاتحاد العام التونسي للشغل الفائز بجائزة نوبل السلام لعام 2015 ضمن رباعي الحوار الوطني، إن الاحتجاجات تأتي بسبب الفشل في تحقيق آمال الشباب بعد خمس سنوات من الثورة وبعد سيل من الوعود الانتخابية الوهمية التي عمقت الإحباط وأفقدت الشعب الثقة في نخبه السياسية. وشدد الاتحاد على حق التظاهر السلمي لكنه حذر من تربص الإرهابيين واندساسهم بين المتظاهرين وتحويل وجهة الاحتجاجات إلى التخريب والحرق والقتل واستغلالها لفك الحصار على الإرهابيين والمهربين.
[email protected]