ننتظِرُ آلشِّتاءَ رَغمَ قسوتِهِ وما إستغنى عن فضلِهِ أحَدٌ
في السّماءِ حُشودُ عساكِرٍ تغدو وتروحُ وكأنَّها تتوعَّدُ
بحدسي فهِمتُ أنَّها غُيومٌ تُعانِقُ بعضَها بعضاً وتتودَّدُ
وما أن تجَهَّمت آلسَّماءُ وصارَ الطقسُ آلمعتدلُ يبردُ
سمِعتُ إطلاقَ نارٍ وآنفجاراتٍ فقُلتُ أغِثني أيُّها آلصَّمَدُ
ورأيتُ حِبالَ لُؤلُؤٍ تنهمرُ وإذ بها زخَّاتُ مطرٍ وبَرَدُ
شكرتُ آللهَ على آلغيثِ أهّلتُ وقُلتُ أهلاً أيُّها آلسَّعدُ
وأيقنتُ أنَّ آللَّمعانَ برقٌ وأصواتُ آلرَّعدِ ضجيجٌ لا يُعَدُّ
وعَدَنا آللهُ وآلفُصولُ مواعيدٌ جاءَ آلشِّتاءُ وصدقَ آلوعدُ
يجلو آلكونَ ماءُ آلمطرِ
ألمطرُ فرَجٌ لكلِّ صابرٍ ينتشي بهِ كلُّ يائسٍ ويرغدُ
يدفِنُ آلفلّاحُ رزقهُ بآلتُّرابِ وينتظرُ آلبعثَ ويديهِ ترتعِدُ
يُحطِّبُ آلفلّاحُ مؤونةَ الشتاءِ وإذا غشَمَ كسَرَ فأسَهُ "آلقرقودُ"
تُبشّرُنا الطيورُ المُهاجرةُ بالشِّتاءِ كآلسمَّانِ والزَّرزورِ والغريزةُ تقودُ
بعدَ آلضِّيقِ يأتي آلفرجُ وما لنا الّا الصّبرُ وآلجَلَدُ
بِحدسي فهِمتُ أنَّها غيومٌ تُعانقُ بعضها بعضاً وتتودَّدُ
وما أن تجَهَّمت آلسَّماءُ وصارَ الطقسُ آلمعتدلُ يبردُ
فصلُ آلشِّتاءِ نبعُ آلحياةِ يُحيي وخُدودُ آلصَّبايا تتورَّدُ
تفترُّ الأرضُ عن أبوازِ عُجولٍ ظلَّلتها مِظلاَّتٌ لو رجَمَها آلبرَدُ
ألغيثُ نقمةٌ وآلغيثُ نِعمةٌ ويشربُ من ماءِهِ آلشَّوكُ وآلرَّنْدُ
تلبسُ آلأرضُ حُلَّتها آلقشيبةَ ويفرحُ بآلمعطفِ آلبنتُ وآلولدُ
تلتئمُ آلعائلةُ حولَ آلموقدِ وتُحلُّ بآللَّمةِ آلمُعضِلاتُ وآلعُقَدُ
وتُحكى قصصٌ كساها آلغُبارُ وأبطالُ آلحكايا عمروٌ وزيدُ
تهُبُّ عواصفٌ وتشتدُّ آلرياحُ وما كَبَحها حاجزٌ وقَيدُ
بعدَ آلعاصفةِ يُخيّمُ هدوءٌ وبعد كلِّ هَيَجانٍ رُكودُ
ما بخلَ ولا قتَّرَ آلشِّتاءُ يسقي آلمُروجَ وترتوي آلنُّجودُ
كم فرِحَ آلفلاحُ وآغتبطَ وكأنَّ سُقوطَ آلأمطارِ عيدُ
يُحيي آلمطرُ آلمَوتى وهي رَميمُ ويُطلقُ أوراقهُ ونَّوارَهُ آلعودُ
تُبادَلُ الفصولُ على الأرضِ فلها الدّيمومةُ ولها آلخُلودُ
يا لَيتَ زخَّاتُ آلرَّصاصِ مطرٌ ويا ليتَ القصفُ بُروقٌ ورُعودُ
[email protected]