تحولت مبادرة نتنياهو بخصوص تأجيل انتخابات الرئاسة الإسرائيلية خلال أيام فقط من مبادرة هزلية وسخيفة لا فرصة أمامها إلى إمكانية واقعية خاصة في ظل تأييد افيغدور ليبرمان وعدم استبعاد نفتالي بينت ويائير لبيد للفكرة.
ووفقا لمصادر إسرائيلية وصفت نفسها بالعليمة، فان عدم رضى نتنياهو عن مرشحي الرئاسة هو السبب الأساسي لمبادرته تأجيل الانتخابات وحتى يقنع شركاء الائتلاف بتأييد خطوة بعيدة المدى اقترح بندا واحدا يشكل إغراء حقيقيا لكل رؤساء الكتل البرلمانية وهو سحب صلاحية تحديد الشخصية التي يوكل اليها تشكيل الحكومة من الرئيس وذلك عبر قانون يمنح رئيس اكبر الأحزاب صلاحية وفرصة تشكيل الحكومة وذلك بشكل تلقائي دون حاجة لمشاورات رئاسية.
ويدرك نتنياهو بأن هذا البند هو مفتاح قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية علما بأن "يائير لبيد" و"تسيفي ليفني" سبق لهما أن قدما اقتراحا مماثلا كما يحمل ليبرمان اقتراحا مماثلا فيما لا يهتم "نفتالي بينت" بسباق الرئاسة علما بأن قانون تكليف رئيس اكبر الأحزاب بتشكيل الحكومة سيرفع من قيمة وشأن الأحزاب الصغيرة والمتوسطة التي سيتسابق عليها رؤساء الأحزاب الكبيرة لضمها لقائمتهم البرلمانية ليتحول بذلك إلى الحزب الأكبر في الكنيست فعلى سبيل المثال يمكن لحزب "بينت" و"ليبرمان" أن يندمجا مع الليكود ويتنافسا في المستقبل على رئاسته وستنافس "لبيد" مع "هرتصوغ" على من سيفوز بجائزة ضم "ليفني" لحزبه على امل ان يؤدي انضامها الى زيادة عديد قامتهم البرلمانية بعدد من المقاعد.
وأصبح لكل رؤساء الكتل البرلمانية مصلحة حقيقية في تأييد مبادرة "نتنياهو" ويبقى حزب العمل العائق الوحيد أمام تمرير القانون عبر تجنيد 61 عضو كنيست لان الأمر يتعلق بتغيير قانون أساسي وليس قانونا عاديا.
داخل حزب الليكود نفسه سيجد نتنياهو من يؤيد مبادرته مثل "زئيف كلاين" و "يريف ليفين" اللذان يعتبران من اكبر مؤيدي سيلفن شالوم لذلك سيدعمان فكرة تأجيل الانتخابات لمنح الأخير فرصة الاستعداد للمنافسة على المنصب فيما سيعارض بعض اعضاء الكنيست من حزب الليكود المحسوبين على"رؤفان رفلين" مثل عضو الكنيست غدعون ساعر، حايم كاتس، كما يوجد لدى "رفلين" مؤيدين كثر داخل حزب البيت اليهودي وصولا الى عوفر شيلح من حزب" يش عتيد" الذي يعارض هذه المبادرة لذلك فان نتنياهو لن يحظى في هذه المرحلة بدعم 61 عضو كنيست وهو الحد الأدنى المطلوب لتمرير قانون تأجيل الانتخابات الرئاسية.
وسيتيح قانون تأجيل الانتخابات في حال تمت المصادقة عليه لجميع رؤساء الكتل البرلمانية فرصة إيجاد مرشح متفق عليه علما بأن نتنياهو وليبرمان وبينت ولبيد لا يمتلكون حتى الان شهرا واحدا قبل الانتخابات مرشحا متفق عليه من قبلهما وفقط "ليفني" من تمتلك مرشحا خاصا بها بعد أن أعلنت تأييدها ودعمها للمرشح "مائير شطريت" لكن ليس من المعروف مدى ثبات وحصانة هذا التأييد أمام التطورات.
ويمكن لنتنياهو إذا ما تأجلت الانتخابات لستة أشهر أن يبحث ولو متأخرا كعادته عن مرشح يمكن لرؤساء كتل الائتلاف الحكومي أن يتوافقوا عليه واحد الأسماء التي طرحها يوم أمس الاثنين أعضاء الكنيست عبر أحاديثهم في كافيتريا الكنيست كان رئيس الوزراء الأسبق "اهود باراك" الذي تعتبر فرصة انتخابه لهذا المنصب متدنية جدا بعد أن ترك السياسة قبل عام ونصف وترك الساحة أرضا محروقة تعج بالكثير من الأعداء والكارهين له لكن حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها الساحة تلعب لصالحه هذه المرة حيث سيفضل نتنياهو مرشحا يمكنه الاعتماد عليه ويكون الوجه الدعائي المقبول لحكومة إسرائيل في العالم وهذه مهمة تولاها ايهود باراك في الولاية السابقة بنجاح واقتدار حسب المصادر الإسرائيلية.
وقال سياسي إسرائيل كبير ويعرف ايهود باراك تمام المعرفة في تصريح أدلى به يوم أمس لموقع "والله" الإخباري الناطق بالعبرية " لن اشعر بأي مفاجئة إذا ما تحول اسم ايهود باراك بعد انجلاء حالة عدم الاستقرار وانتهاء فترة تأجيل الانتخابات إلى اسم واقعي ومقبول خاصة ان باراك عمل خلال الأشهر الماضية كثيرا على دعم صورته الشعبية ويحضر تقريبا كل احتفال او فعالية رسمية وعاد خصيصا من الخارج ليشارك في حفل إيقاد الشعلة في يوم "الاستقلال" وهذا ليس بالتصرف العادي لسياسي متقاعد.
ونقل عن مدير مكتب باراك أثناء إشغاله منصب وزير الجيش قوله "يظهر باراك خلال الأسابيع الماضية من الظهور في وسائل الإعلام حتى في نشرات الإخبار المبكرة مثل "السادسة مساء" متى شاهدتم باراك يجري مقابلة في نشرة السادسة حين كان وزيرا؟ فمن الواضح بانه يحافظ على تواجده الشعبي ومن طبيعة باراك نقول بان كل خطوة يقوم بها يقف من وراءها مصلحة معينة".
ويمكننا أن ضم أقوال "باراك: نفسه لكل الأقوال السابقة حين قال وفقا لتقرير نشره موقع "غلوبس" ردا على سؤال عن عودته للحياة السياسية " بعد 15 عاما من ألان سأكون اصغر من شيمعون بيرس ألان ".
[email protected]