وسط استقبال وحفاوة غير مسبوقين، حطتْ أخيراً الطائرة الحكومية الكندية التي تقل 163 لاجئاً سورياً في مطار Toronto's Pearson، وهي تقّل الدفعة الأولى من العوائل السورية القادمة من بيروت، والتي جاءت إلى كندا بصحبة وزراء الهجرة والدفاع والصحة في الحكومة الكندية.
وعلى الرغم من طول الرحلة وتعب السفر وقلق الرحيل إلى عالم جديد، إلا أن ابتسامات الفرح لم تفارق وجوه القادمين خاصة بعد أن استقبلهم رئيس وزراء كندا الجديد "جستن تروديو" بنفسه ولاطف أطفالهم وألبسهم المعاطف الشتوية الثقيلة، وعندما سمع رجل سوري يقول: "شكراً على هذه الحفاوة إننا نشعر وكأننا في بيوتنا". أجابه قائلاً: "أنتم فعلاً في بيتكم.. مرحبا بكم".
لعب وهدايا وثياب دافئة
وعند بوابة القادمين في مطار تورنتو كان ثمة تجمع كبير لجمعيات خيرية وجاليات عربية ومسلمة وأفراد وعوائل كندية، وهم يحملون لافتات عليها عبارات الترحيب "أهلا وسهلاً بكم في كندا" باللغتين العربية والإنكليزية، ويحملون المعاطف والقبعات والقفازات والأحذية واللعب والهدايا والحلوى لتقديمها للقادمين السوريين، وقد لفت نظرنا رجل كندي كبير في السن يقف خلف الناس المتجمعين ويحمل لافتة صغيرة كتب عليها بخط يده "كندا ترحب بكم" وقلنا له مازحين: "أنت في مكان منزو ولا أحد من اللاجئين يمكن أن يقرأ هذه العبارة". فأجابنا: "قد لا يقرأها اللاجئ السوري القادم إلينا ولكن سيقرأها غيره ولا بد أن تؤثر به هذه الكلمات الإيجابية".
إنهم مواطنون كنديون
يذكر أن كندا قد تعهدت باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري حتى نهاية هذا العام وستحط الرحلة المقبلة في مدينة مونتريـال، أما لاجئو هذه الوجبة فسيوزع أغلبهم على مدينة "تورنتو"، والباقين على مدينة "وندسور أونتاريو" ومدن أخرى، بعد أن يقضوا ليلتهم الأولى في أحد الفنادق، وقد أشرف رئيس وزراء كندا بنفسه على إجراءات الاستقبال وقال للكادر المسؤول: "سيخرج القادمون السوريون من الطائرة كلاجئين، ولكنهم يتحولون مباشرة إلى مواطنين كنديين حالما يعبرون بوابة المطار، وستكون لهم كل الحقوق في الضمان الاجتماعي والبطاقة الصحية وكل الفرص الممكنة ليكونوا كنديين بكامل شروط المواطنة"، وأضاف: "في بلدنا لا يوجد أي تعريف للكندي وفقاً للون بشرته أو لغته أو دينه أو خلفياته الثقافية، وإنما بمشاركته لنا بالقيم الإنسانية والطموح والأحلام والآمال التي تجمع البشر في كل أنحاء العالم".
[email protected]