حذرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو" من استمرار تداعيات الأزمة السورية على اقتصادات البلدان المجاورة، وخاصة مصر وتركيا والأردن ولبنان والعراق، وأكدت أن اقتصادات هذه الدول تتعرض لمخاطر كثيرة بسبب الحروب المستمرة على الأراضي السورية.
وأوضح المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو، الدكتور عبدالسلام ولد أحمد، أن 60% من السوريين ربما يواجهون مجاعة خلال الفترات المقبلة، ويعيشون في الوقت الحالي حالة من الفقر المدقع، بعد تراجع الناتج الزراعي وارتفاع تكلفة الإنتاج ونقص الإمدادات الزراعية الأساسية، وهو ما ساهم في خفض إنتاج القمح بنسبة 40% على الأقل.
وقال في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" إن المنظمة أعدت استراتيجية عمل بتكلفة 280 مليون لإنشاء 7 مشروعات في البلدان المجاورة لسوريا تتعلق بالزراعة والصحة، لدعم هذه الدول على تجاوز المخاطر الناجمة عن الأزمة السورية، وسوف تتم هذه المشروعات بالتعاون مع حكومات هذه الدول.
وأشار إلى أن الاستراتيجية ترتكز على مواجهة 3 مخاطر، الأول يتعلق بالمخاطر التي تواجه سوريا، والثاني يتعلق بقدرة المزارعين على تجاوز هذه الأزمات الناجمة عن المعارك والحروب، والثالث يتعلق بمواجهة أزمة المياه الخانقة التي تواجه الأردن بسبب زيادة عدد اللاجئين السوريين.
وثمن ولد أحمد التحركات الدولية لدعم سوريا على صعيد مواجهة أزمة الغذاء، مشيراً إلى أن التحركات الدولية والإقليمية ساهمت في عدم تعرض السوريين لمجاعة في الوقت الحالي وخلال السنوات الثلاث الماضية، لكن في نفس الوقت حذر من أن استمرار الأوضاع يعرض المنطقة العربية لمخاطر وتحديات اقتصادية صعبة.
وأشار إلى أن النداءات الإنسانية لسوريا والدول المحاورة أسفرت عن ضخ ما يقرب من 10.9 مليار دولار خلال عامي 2013 و2014 فقط كمساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري.
[email protected]