أهلنا الأعزاء في يانوح-جث
استمرارا لمتابعتنا وملاحقتنا لأم قضايانا وحقوقنا في يانوح-جث, وهي قضية حقنا بإرجاع المنطقة الصناعية التوفانية لمنطقة نفوذ مجلسنا المحلي, كما كان الوضع حتى العام 1990, عندما قرر وزير الداخلية منح قلبنا النابض هذا مكانة مجلس محلي!!, رغم عدم وجود سكان فيه. ومما ترتب عن ذلك من ظلم لنا وحرماننا من المصالح الكبيرة التي تحويها هذه المنطقة , بما في ذلك العائدات الكبيرة من ضريبة الأرنونا (90% منها بقيت بأيدي الأغنياء) وكأماكن عمل متوفرة ومضمونة لعائلاتنا لو أبقوها لنا في منطقة نفوذنا وغيرها من الاعتبارات الكثيرة والمفيدة لنا ولأولادنا بعدنا, عدا عن كون الأراضي التي أقيمت عليها هذه المصانع سبق وصادروها منا في سنوات ال- 60 من القرن الماضي , أي أننا أحق من يكون بهذه المنطقة وحسب كل المعايير والاعتبارات والقوانين.
في بداية تنفيذ هذه الجريمةالمؤامرة بحقنا وفي سنوات ال-80 من القرن الماضي, كتبنا , كما نقوم بهذا الواجب اليوم, عن أن هذا الاتفاق الفاسد ما بين السلطة ورأس المال المتمثل بالصناعي ستيف فارتهايمر والدوائر الحكومية المختلفة, والذي كان بكامله على حسابنا, كان وما زال هدفه الأخير, أخذ حقنا الثمين هذا ومنحه لمستوطنة كفار هفراديم التي أقيمت سنة 1980, غير مكترثين بحقنا ولا بمصالحنا ولا بحالة مجلسنا المالية البائسة ولا حالة أهلنا الأشد بؤسا", حالة حلت بنا ليس لأننا غير مؤهلين أو غير قادرين على أن نكون مثل باقي المجتمعات المتطورة, وإنما نتيجة حتمية لسياسة التمييز والإجحاف العنصرية الرسمية المتعاقبة والمثابر على تطبيقها ضدنا حتى يومنا هذا وفي كل المجالات .. ما عدا دفع الضرائب و "الواجبات".., مما يعني أنه بدلا من أن يبقوا لنا حقنا هذا في التوفانية وكتعويض لنا عن سياساتهم هذه , حرمونا منها وبهذا زادوا وضاعفوا ظلمهم المتواصل لنا بهذا الظلم الفاحش الذي اختصونا به.
مما يؤكد صحة وشمولية ما نقوله هو ما جرى أخيرا في مستوطنة كفارهفراديم بالذات, ففي معركة انتخابات المجالس المحلية الأخيرة في 201311 كانت قضية حل "المجلس المحلي الصناعي مجدال تيفن" ( هذا اسم المنطقة اليوم وبحكم التشريع في الكنيست وللإشارة, كلمة مجدال تعني القلعة لما لهذه التسمية من معنى رمزي في عرفهم وتعريفهم!) وتحويل منطقة نفوذه الى منطقة نفوذ المجلس المحلي كفارهفراديم محور هذه المعركة , وكنا نحن اخوانكم في لجنة المبادرة العربية الدرزية الوحيدون الذين كتبنا وتحدثنا عن هذا الأمر الجلل, ومن خلال نشرة خاصة وزعناها على حضرتكم, أوردنا فيها تفاصيل مثيرة لهذا النقاش بين هؤلاء الجيران الجدد المعتدين, واليوم وقبل أسابيع تحقق أمامنا بالدليل القاطع أن ما كتبناه وقلناه ليس فقط أنه صحيح بل أصح من الصحيح, لأن مستوطنة كفارهفراديم هذه بادرت وبعد انتخابات السلطات المحلية الى طرح الموضوع أو مطلبهم المستهجن والوقح هذا على جدول أعمال الكنيست , مطالبة بسن قانون لحل هذا المجلس المسخ بالأساس وتحويل أراضيه لمنطقة نفوذ المستوطنة.أما الأمر الجلل هو أن مطلبهم هذا وبصوت عال يعني استمرار نهب حقوقنا, رغم أنهم معتدون على حقنا .. بينما صوتنا نحن أصحاب الحق حتى الآن ظل خافتا الى آخر الحدود..!!؟؟
منذ أسابيع وصلت الأدلة التي نتحدث عنها إلى فضيلة الشيخ أبو علي مهنا فرج – رئيس لجنة الدفاع عن الأرض يانوح-جث ولباقي أعضاء اللجنة ( اللجنة مؤلفة من رئيس وأعضاء المجلس المحلي المنتخبين ورؤساء المجلس السابقين ونوابهم ونخب دينية واجتماعية قيادية أخرى وهي لجنة فرعية منتخبة من لجان المجلس المحلي), وهنا لا بد من توجيه تحية صادقة للشيخ ابو عصام حسين عجمية على الدور الذي قام به لإيقاظ وتحريك الشارع المحلي وغيره لوقف هذا الاعتداء السافر , الأمر الذي يتطابق مع مصالحنا العامة والموقف الجماعي المتفق عليه منذ العام 1987 في خلوة البلد والقاضي بأن تكون كل أراضينا والمنطقة الصناعية التوفانية في منطقة نفوذ سلطتنا المحلية, وفي حينه استطعنا الحصول على وعود حكومية رسمية بتحقيق هذا المطلب العادل, ونشرنا عنه مرات وفي مناسبات عديدة, وزيادة للتوضيح فان كل جلسات المجلس المحلي ذات الشأن ولجنة الدفاع عن الأرض تثبت بأننا متمسكون ومحافظون على هذا الموقف حتى اليوم, ومن هنا يأتي القول الفصل بأن موقفنا الرسمي الجماعي والجامع لم يلحقه الوهن بل هو جامد وصلب وصامد, والخلل والوهن كان ولا يزال في الذين لا يرفعون أصواتهم بحزم وعزم للمطالبة بتحقيقه حالا.
من هنا نحذر صناع القرار في الدولة من مغبة التجاوب مع مطلب كفارهفراديم واستمرار تجاهل مطلبنا العادل, لأن هذا الأمر لن يمر مر الكرام, وندعو كل أصحاب المسؤوليات المحليين أن يتعالوا عن توظيف كل اهتماماتهم للأمور التي لا تأتي لنا إلا بالفرقة وذهاب ريح وحدتنا وبالتالي تغييب مصالحنا الحقيقية وعلى رأسها هذا الحق والاستحقاق, لأن مثل هذا السكوت المستنكر سيلحق الضرر بنا وبأولادنا وأحفادنا دائما وأبدا, وسيسجل التاريخ أننا تقاعسنا وعجزنا عن الدفاع عن حقوقنا وحقوق الأجيال الصاعدة وهذه ستبقى وصمة عارعلى جبين كل من تقاعس وتهاون في الدفاع عن مستقبلهم وحقوقهم ولا شك أن الساكت عن الحق شيطان أخرس .. فما بالك عندما يكون الحق حقه؟.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
أيار 2014 اخوانكم في لجنة المبادرة العربية الدرزية يانوح-جث
[email protected]