قُلتُ إنَّ آلعقلَ يُنهَكُ أما فاقِدُهُ أيَّامُهُ طِوالُ
قالَ لم ترثي سعيداً قُلتُ يرحمَهُ آللهُ وللأعمارِ آجالُ
أنا قزَمٌ وهُوَ عِملاقُ ومِن نبعِ شِعْرِهِ آلدَفَّاقِ نهَّالُ
هُوَ أُستاذُ آلشِعرِ المعاصِرِ وجُلُّ قصائدِ شِعرِهِ إرتِجالُ
إصبِر وآمهِلني فآلمُصابُ جَللٌ ودَعني أجولُ بفِكري أيُّها آلخالُ
وأستقي من وَحيِ شِعري ومن آياتٍ صَلاَّها بِلالُ
لسعيدٍ مزايا يُفتخَرُ بها وعلى جبينِهِ تختالُ آلخِصالُ
يمتازُ بخِبرةِ شاعِرٍ مُخضرَمٍ جالَ بعقلِهِ وآلعقلُ جوَّالُ
هُوَ سعيدٌ وهُوَ آلعقلُ
شاعِرٌ تجاوَزَ آلمائةِ عامٍ وظلَّ شامِخاً كما آلرِّجالُ
زهرُ شِعرِهِ من رياضِ الأدبِ نخَّلَ الزيوانَ فكانَ للشِعرِ غِربالُ
لو سمِعَ شِعرَهُ آلزَّهرُ طرِبَ ولمَعَت على أفنانِ وردِهِ آلطِّلالُ
سطَعَ نجمُهُ في كبدِ آلسَّماءِ تجلَّى وما كسفَتهُ آلظِّلالُ
حلَّقَ بأفكارِهِ فآخترَقَ آلأوزونَ كسَرَ آلطوقَ وأغراهُ آلخيالُ
لم يَنَم على فِراشٍ وثيرٍ ولا عندما كلَّلَ جبينَهُ آلكمالُ
ظلَّ يراعُهُ ينبعُ تِبْراً
وصَفَ تُراثَ وآثارَ لُبنانَ وعقلُهُ بينَ بعلبك وصُور جوَّالُ
لمَعَت دواوينُ شِعرِهِ كآلبرقِ وما عرضَ شِعرَهُ بآلسُّوقِ دلاَّلُ
كَلَّمَ آلزَّهرَ وآلنّهرَ وآلقدَرَ ومن قلبِهِ تدفّقَ آلحُبُّ شلاَّلُ
غازَلَ آلكواكبَ وحاكى آلقمَرَ قدَّسَ آلوطنَ فما كانَ رحَّالُ
حَصَدَ من حُقولِ آلفلسفةِ غِماراً وشِعراً كعسلٍ جناهُ نحَّالُ
بشِعرِهِ أثرى لُغةَ آلضَّادِ
كانَ جريئاً خارجَ عرينِهِ وبينَ أُسودِ آلشَّرقِ رئبالُ
لو نَهَلَت آلمرضى "كوكتيلَ شِعرِهِ" شفِيَت من أمراضِها آلجُهَّالُ
لَوَّحَ بأكُفِّهِ أرزُ لُبنانَ
وشرِبَت زحلَةُ عرقاً فتجلَّت مثلُ أصيلةٍ قبَّلَ جبينها آلخيَّالُ
زَفَرَ آلوردُ فضمَّخهُ بأريجِهِ وشيَّعتهُ حمائِمُ آلدَّوحِ وآلحِجالُ
مجَّدْتَ آلشآمَ وهيَ آلعزُّ وآلمجدُ فشمخَ قاسيونَ وبناصيَتِهِ آلعِقَالُ
رَثَتكَ آلشُّعراءُ وحيّأكَ بَرَدى فشدى وزغردَ ماؤُهُ آلسَيَّالُ
وقُرِعت أجراسُ آلكنائسِ فبكَت ودندنَت وداعاً أيُّها آلمِفضالُ
[email protected]