بعد عدة أيام من إعلان رئيس جهاز "الأمن" العام الإسرائيلي كارمي غيلون، عن أن عدم قيام الشاباك بالتحقيق في قضايا "تدفيع الثمن" هو الذي أدى إلى تفاقمها وعدم القبض على أي شخص في هذه الجرائم القومية، قالت الشرطة الإسرائيلية اليوم إنها ألقت القبض على مشتبه به بالتعاون مع جهاز الأمن العام.
وكانت شرطة لواء الشمال الاسرائيلية أعلنت أمس الأربعاء عن اعتقال شاب يهودي (25 عاما)، متلبسا في ثقب إطارات إحدى المركبات التابعة لمواطن عربي، كانت مركونة قرب ورشات البناء في المدينة، وقد تمّ تمديد اعتقاله في محكمة صلح الناصرة لمدة سبعة أيام على ذمة التحقيق.
وذكرت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي، لوبا السمري، أنّ الاعتقال جاء "استمرارا لتحقيقات شرطة لواء الشمال، طاقم وحدة التحقيقات المركزية "اليمار" بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك" في وقائع التي يطلق عليها مجازا مصطلح "تدفيع الثمن"، الا وهي الجرائم على خلفية قومية التي كانت قد حصلت في الآونة الأخيرة في مدينة يوكنعام في الشمال، حيث تمّ اعطاب وثقب إطارات مركبات مختلفة والتابعة لمواطنين عرب مع خط شعارات "تدفيع الثمن" اضافة لرسم نجمة داؤود".
يوجد شيء اسمه لا أريد
وكان كرمي غيلون، الرئيس السابق للشاباك، قال إنّ المخابرات الإسرائيلية وأجهزة الأمن الأخرى لم تحقق اي نتائج تذكر على صعيد الحد مما بات يعرف بهجمات "تدفيع الثمن" التي يقوم بها متطرفون إسرائيليون.
وأوضح خلال لقاء "سبت الثقافة" الذي عُقد يوم السبت الماضي في بئر السبع، أنّ غياب النتائج سببه عدم وجود النية لدى جهاز المخابرات لعلاج هذه الظاهرة.. "لا يوجد في الشاباك شيء اسمه لا أستطيع، ولكن يوجد شيء اسمه لا أريد"، على حد تعبير غيلون.
وأضاف غيلون أنه إذا ما قرر رئيس الشاباك أن يضع حدا لتلك الهجمات فستكون هناك نتائج على الأرض، وأورد مثالا على ذلك الحركة السرية اليهودية التي شكلتها حركة "غوش إيمونيم" 1979-1984، وكيف تم التعامل معها على أنها تنظيم إرهابي وتم القضاء عليها.
وقد رفض مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، المسؤول عن تصريحات صادرة عن جهاز الأمن العام بالتعقيب على تصريحات غيلون هذه.
غير منظم
مقابل ذلك، نفت مصادر الشرطة الإسرائيلية هذه التصريحات، مؤكدة أنّ الشرطة وجهاز الأمن والجيش الإسرائيلي يتعاونون بينهم من أجل الحد من هذه الظاهرة.
وقالت لوبا السمري، الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية: "المشكلة هنا أنّه لا يوجد عصابة منظمة تقوم بهذه الأفعال، بل الحديث عن أفراد يقومون بهذا العمل بشكل انفرادي، من الصعب التنبأ بهذه الأمور، ووضع شرطي في كل وقت وفي كل مكان".
وجاءت هذه التصريحات بعد توجهات مراسل معا على خلفية قيام الشرطة الاسرائيلية في لواء تل أبيب بالقبض على شاب عربي وامرأة يهودية قاموا بتلطيخ الأعلام الإسرائيلية في يافا بالصبغة الحمراء. وقد كانت عملية القبض سريعة، وفي أقل من 24 ساعة، بخلاف جريمة "تدفيع الثمن" الذي بالرغم من كثرتها، إلا أنه لم يتم القبض على أي شخص حتى مطلع الأسبوع.
جدل في إسرائيل
وكانت ظاهرة "تدفيع الثمن" أثارت جدلا كبيرا في الحكومة الإسرائيلية، على خلفية المقترح الذي خلص له الاجتماع الذي عقد الأربعاء بمبادرة من وزيرة القضاء الاسرائيلية تسيفي ليفني، الذي يدعو إلى اعتبار جرائم ما يسمى "تدفيع الثمن" بالعمل الإرهابي، حيث أكد بعض الوزراء أن هذه الاعمال لا ترتقي إلى مصاف الأعمال الارهابية.
وقد سارع وزير الاسكان الاسرائيلي أوري ارائيل، من حزب "البيت اليهودي"، على التأكيد أن هذه الأعمال "مخالفات جنائية تتحمل الشرطة الاسرائيلية وجهاز "الشاباك" المسؤولية عن استمرارها"، مضيفا بأن "الأعمال الارهابية هي التي يقصد بها القتل، مثل إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وعمليات إطلاق النار، وليست هذه التي يقوم بها بعض المتطرفين والتي لا تهدف للقتل"، كما يدعي الوزير.
وهاجم وزير المواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس (الليكود) ليفني ووزير الأمن الداخلي يتحساك اهرونفيتش، على دعوتهما اعتبار "تدفيع الثمن" منظمة ارهابية بالقول: "لقد فهمت بأنهم يريدون التعامل مع الشبان اليهود من دفع الثمن كإرهابين، وماذا بشأن الشيخ رائد صلاح الذي يدعو إلى إبادة إسرائيل"؟
[email protected]