أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل صلابة وحسماً في الدفاع عن منهجها الخاص بمعالجة أزمة اللاجئين، وقالت مساء الجمعة في مقابلة تلفزيونية بعنوان "وماذا الآن، سيدة ميركل؟" بثتها القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (ZDF): "أؤيد تقديم وجه ودود لألمانيا، وهذا هو أسلوبي فيما يخص ثقافة الترحيب". ورفضت ميركل الانتقادات بأن الأمور خرجت عن سيطرتها وأنها فقدت القدرة على السير وفقاً للمعايير، وذلك على خلفية تصريحات وزيري الداخلية توماس دي مزيير والمالية فولفغانغ شويبله، واللذان ينتميان إلى حزبها (الاتحاد الديمقراطي المسيحي).
وقالت ميركل: "المستشارة الاتحادية، وكذلك الحكومة بأكملها، تسيطر على الأوضاع". وعن وزير المالية الألمانية، قالت ميركل: "شويبله هو (شخص) رائع في حد ذاته"، ولكنها أقرت بوجود خلاف معه بخصوص وصفه للاجئين بالانهيار الثلجي، مضيفة: "أنا لا أفكر بمثل هذه الصور".
وما تزال المستشارة غير مستعدة لوضع حد أقصى للاجئين القادمين إلى ألمانيا، إذ قالت: "الحد الأقصى (لعدد اللاجئين) لا يمكن أن أضعه أنا بطريقة أحادية. ما لا نستطيعه نحن في ألمانيا هو أن نحدد بشكل منفرد من سيأتي ومن لن يأتي".
وكان راينر هازيلوف، رئيس ولاية سكسونيا أنهالت بشرق ألمانيا، وماركوس زودر، وزير مالية ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، قد كررا مطالبهما بوضع حد أقصى لعدد اللاجئين الذين سيتم استقبالهم.
ونفت ميركل أنها على استعداد للتخلي عن منصبها من أجل منهجها في سياسة اللجوء، مشيرة إلى أنها تعمل الآن بصورة مكثفة، وأكدت: "أنا تحت تصرف المواطنين طوال هذه الفترة التشريعية". وذكرت ميركل أن "مما يسبب السعادة أن يشارك المرء في أداء هذا الواجب الضخم. هذا هو التحدي الأكبر في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية".
هذا وكررت المستشارة الألمانية من جديد تأييدها لقرار الائتلاف الحاكم في ألمانيا قبل أسبوعين، الذي يتضمن التفاوض بشأن حصص اللاجئين على مستوى أوروبا، والذي يمكن أخذهم من تركيا بطريقة شرعية كنوع من توزيع العمال. وحول سؤال عما إذا كانت جملة "سنقدر على ذلك"، التي تواجه بانتقادات كثيرة حالياً، ما زالت سارية، أجابت المستشارة: "اعتقد أنه رغم ذلك يجب علينا العمل كي نستطيع (تخطي الأزمة)، وليس لديّ شك في أن بإمكاننا فعل ذلك".
وقبل مقابلتها التلفزيونية في القناة الثانية، كانت المستشارة أنغيلا ميركل قد أيدت وزير داخليتها ودافعت عنه في النقاش الدائر حول عودة ما يعرف باتفاق دبلن، وقالت: "إن هذه خطوة نحو توزيع عادل للأعباء" داخل الاتحاد الأوروبي. وطالبت ميركل بضرورة "النجاح في إعادة توزيع 160 ألف لاجئ من دول جنوب الاتحاد الأوروبي على دول الاتحاد كما هو مقرر".
[email protected]