اثبت تنظيم "#داعش" مرة اخرى أنه تجاوز منذ زمن بعيد كل الحواجز، وانه قادر على تنفيذ عمليات شديدة التعقيد في امكان تقع خارج اماكن سيطرته. فبعد تدفيع الروس ثمن قصفهم قواعده في سوريا من خلال اسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، هاهو يوجه ضربة قاسية الى "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية.
ان سلسلة التفجيرات التي وقعت أمس على خط التماس بين مخيم اللاجئين الفلسطينيين وبين معقل "#حزب _لله" في الضاحية الجنوبية تثبت الانتقال الى مرحلة جديدة من العمليات المعقدة والاحترافية. كما كشفت قدرة تنظيم "داعش" على تجنيد عملاء له، وجمع المعلومات والقيام بالدراسة الميدانية للمكان المستهدف. وتشير هذه العملية الاخيرة لـ "داعش" الى ان التنظيم انتقل من مرحلة قطع الرؤوس، الى مرحلة العمليات الخارجية المعقدة مثلما تفعل التنظيمات او الدول ذات الاجهزة الاستخباراتية المتطورة.
تحمل العملية الأخيرة الختم الجديد لتنظيم "داعش". فالايدي التي نفذت التفجير محلية، لكن المُخطط والمُحرك يعمل بجهاز تحكم عن بعد. ومثلما حصل في زرع العبوة الناسفة في الطائرة الروسية في #سيناء، يظهر هنا تطور نمط عمل خاص يقوم على توجيه ضربات يمكنها أن تحدث مفاجأة، وتصيب نقاطاً حساسة لدى الخصم لم يكن يتوقعها.
يهدف تفجير "داعش" الاخير تدفيع أمين عام "حزب الله" السيد نصر الله ثمن 3 سنوات من تدخل رجاله في القتال في الحرب الأهلية في سوريا. اما الهدف التالي فهم الإيرانيون ، لذا فمن المنتظر أن تقع العملية التالية في قلب طهران. ومن بعدها قد يكون المستهدف الأميركيين. لا أحد يمكنه التكهن، فالشبكة المتطورة للتخطيط في "داعش" لا يوجد فيها مَن يسرب المعلومات، وبالتالي ليس في امكان اي جهاز استخباراتي في العالم ان يتوقع مسبقاً أين ستجري العملية المقبلة.
[email protected]