النكبة، لا يمكن أن تكون حدثاً تاريخياً عادياً، هي قصة مكان كان ذات يوم آمناً، لكنّ الاحتلال حاول ان يطهّره عرقياً.
شارك العشرات من أبناء عيلبون, رجالا ونساء, كبارا وصغارا بالذكرى السنوية للنكبة ، حيث يتذكرون سويا ما حل بالبلدة من مأساة إنسانية و تهجير عام 1948.
حيث نظمت رابطة الاكاديميين بالتعاون مع المجلس المحلي, سلسلة فعاليات لإحياء ذكرى النكبة ابتداء" بمسيرة مشاعل صامتة عند الساعة السابعة من مساء اليوم الجمعة انطلقت من مركز البلدة وصولا الى المقبرة في الحي الشرقي ومن ثم النصب التذكاري للشهداء. هناك وضعت أكاليل الزهور والقيت الصلوات على ارواح الشهداء وافترق ابناء عيلبون حاملين معهم ألم الماضي ووجع الحاضر من ذكرى شهداء ابرار قٌتلوا بدم بارد.
وفي تمام الساعة السابعة والنصف, بدأت مسرحية "في ظل الشهيد" للفنان وسيم خير. على المسرح يجري وسيم خبر حواراً مع ذاته، ومع شخوص وهميّة، في إحدى ليالي العمل في مستشفى للأمراض العقلية. ذاك المستشفى كان ينبغي أن يدخله البوّاب طبيباً مختصاً في تطور سلالات الدماغ .
حصدت "في ظل الشهيد" جائزة افضل ممثل في مهرجان مسرحيد 2012 .
كي لا ننسى:
أحيت هذه الذكرى للتذكير بما عاناه معا أهل قريتنا وشعبنا . ففي صباح الـ 30 من تشرين الاول عام 1948 والذي بدأ ككل صباح تسطع فيه شمس الكون تحول ليوم احمر قانِ في ذاكرة كل فرد من ابناء قريتنا عيلبون. فبالرغم من تناقل الكثيرين لأخبار اقتراب الجيش الاسرائيلي من البلدة وما صاحبه من تخويف وترهيب وخاصة الأخبار عن مجازر ارتكبها مختومة بقتله للعشرات من عشيرة مواسي جيران البلدة، صمد أهلنا ورفضوا النزوح عن القرية وتحدوا قدرهم.
دخل الجيش الاسرائيلي البلدة فوجد أهلها محتمين داخل الكنيسة رافعين الاعلام البيضاء. واقتاد الجنود بوحشية الجموع خارج الكنيسة وقتلوا بدم بارد وفي وضح النهار 14 من خيرة شباب البلدة وطرد الباقي شمالا الى لبنان. لم يكتف الجيش الاسرائيلي بما فعلت يداه داخل القرية ليقتل شخصا آخر خلال مسيرة التهجير شمالا ليصبح عدد الشهداء 15 اضافة الى عشرات الجرحى الذين نجوا من الموت بأعجوبة.
لم يكن حظ عيلبون بمختلف عن باقي أخواتها من قرى المنطقة التي وقعت في القسم اليهودي حسب خارطة التقسيم والتي انتكبت جميعاً خلال حملة التطهير العرقي.
[email protected]