اثارت المعارك الجديدة في شرق اوكرانيا الخشية من سيناريو حرب اهلية، فيما يحاول الغربيون اطلاق مسعى جديد للحوار مع روسيا التي عبرت عن قلقها على "السلام" في اوروبا.
وجرى تبادل اطلاق نار كثيف لساعات طويلة صباح اليوم بالقرب من سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي في شرق اوكرانيا. وقتل اربعة من عناصر قوات الامن الاوكرانية وجرح نحو 30 اخرين في معارك سلافيانسك، وفق وزارة الداخلية الاوكرانية.
وجاء في بيان للوزارة ان الانفصاليين يستخدمون السكان "دروعا بشرية" وقد اضرموا النار في بعض المنازل ما اسفر عن ضحايا.
وكان وزير الداخلية الاوكراني ارسيني افاكوف الذي كان متواجدا عند نقطة تفتيش على مقربة من مكان المعارك، قال ان "مهمتي هي ازالة الارهابيين"، مضيفا ان "التكتيك الوحيد هو التقدم رويدا رويدا نحو وسط" سلافيانسك.
من جهته، قال رئيس الحرس الوطني ستيبان بولتوراك الموجود ايضا على مقربة من المعارك، ان "خصومنا مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل جيد". واضاف "يبذلون كل ما في وسعهم لاجبارنا على استخدام اسلحة ثقيلة، لكننا لن نقوم بذلك لتجنيب السكان المدنيين".
بدوره اكد القيادي الانفصالي فاديم اوريل ان الجيش الاوكراني اطلق عليهم النيران من طوافة كما استخدم القذائف المدفعية بالقرب من مدينة أخرى على بعد خمسة كيلومترات من سلافيانسك.
وكانت الناطقة باسم الانفصاليين ستيلا خوروشيفا اكدت مساء أمس ان الموالين لروسيا تلقوا "الدعم" من القرم والشيشان، من دون ان تحدد العدد.
اما روسيا التي تتهمها كييف والدول الغربية بزعزعة الاستقرار في شرق وجنوب اوكرانيا، فلفتت في تقرير رسمي الى ان الازمة تهدد الاستقرار والسلام في اوروبا اذا لم يرد المجتمع الدولي بطريقة مناسبة على الانتهاكات "الكثيفة" لحقوق الانسان.
ووضعت وزارة الخارجية الروسية لائحة بانتهاكات "كثيفة" لحقوق الانسان ترتكبها اوكرانيا بواسطة "القوات القومية، المتطرفة والنازية الجديدة" في "كتاب ابيض" . ودعت الوزارة الى رد دولي "دون تحيز" تحت طائلة "عواقب مدمرة على السلام والاستقرار والتطور الديموقراطي في اوروبا".
وكان الرئيس الانتقالي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف حذر في وقت سابق من ان "هناك حربا بالفعل تشن ضدنا، ويجب ان نكون مستعدين لصد هذا العدوان"، خاصة بعد الحوادث الدموية في اوديسا الجمعة والتي اسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصا.
ووفق تورتشينوف، فان "هدف (الانفصاليين الموالين لروسيا) هو الاطاحة بالحكومة في كييف"، حيث ان الاستفزازت والحوادث قد تمتد الى كافة الاراضي الاوكرانية.
واضاف "نتوقع حصول اعمال استفزازية في 9 ايار (احتفال يوم النصر في اوكرانيا وروسيا في الحرب العالمية الثانية) وليس فقط في العاصمة".
وفي مدينة سلوفيانوسيربسك في منطقة لوغانسك، هاجم رجال مسلحون يقولون انهم من "جيش جنوب الشرق" صباح اليوم مركز الشرطة المحلي. وتعرض قائد الشرطة للضرب حين خرج للتحدث معهم، وفق الشرطة.
وتحرك الاوروبيون نهاية الاسبوع الحالي في مسعى ديبلوماسي جديد. ويزور رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بورخالتر موسكو في السابع من ايار لبحث الملف الاوكراني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت كريستيان فيتز المتحدثة باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في بيان ان الرجلين سيناقشان "سبل عقد طاولات مستديرة تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا، تسهل قيام حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية" الاوكرانية المقررة في الـ25 من الشهر الحالي.
وعرض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التوسط لانهاء الازمة.
[email protected]