برعاية المجلس المحلي في ديرحنا، بلدي ثقافتي وجمعية إبداع، أُفتُتِحَ معرضٌ للفن ولوحات الفنانة التشكيلة ابنة ديرحنا تغريد إلياس حبيب، وسط جمهورٍ لافتٍ من الضيوف ، الفنانين، الأدباء والشعراء، بالإضافة إلى الكثير من أهل البلدة الذين أتوْا ليرافقوا المُحتفى بهما: الشاعر شفيق حبيب، والفنانة الأديبة تغريد إلياس حبيب ، وعلى خلفية أغانٍ مختارةٍ لأغانيٍ فيروز والرحابني ، وكان لأجراس العودة صدًى وواقعًا كبيرًا ومؤثّرًا بحكم اللوحات التي تناولت في أكثر من مرّة موضوع العودة ومفاتيح البيوت المنكوبة.
افتتح المعرض بعرافة د. فؤاد عزّام والمعلّمة سميرة أبو الحوف، من بلدي ثقافتي، وقدّما السيد سمير حسين رئيس المجلس المحلي والذي رحّبَ بدوره الحضور الغفير وجموع الضيوف من البلدة وخارجها، وتحدّث عن المشهد الثقافي العالي الذي تستمدّه البلدة من أبنائها، وأهمية تشجيع طاقات الشباب في ورشة عمل من أجل رفع المستوى الثقافي فيها، والمساهمة في أن تكون الثقافة بديلًا مقبولًا لنبذ أي مظهر من مظاهر العنف أو الانحدار الأخلاقي بين المجتمع، ثمّ تناول تاريخ البلدة وانخراطه في الإرث العزيز للشعب العربي هنا.
بعدها قدّم الناقد والأديب والمربي د. بطرس دلّة كلمته في موضوع الأدب الفلسطيني لعرب الداخل والذي تناغم مع الواقع العربي الفلسطيني منذ نكبته عام 1948 وحتى يومنا هذا، في استعراضٍ لأسماء عدد من الأدباء الذين تركوا أثرهم في تناول موضوع النكبة وما حلّ بالشعب الفلسطيني بعد ترحيله من الوطن، ثم تناول موضوع الكتابة والفنّ للفنانة المبدعة تغريد حبيب التي عرضت في لوحاتها أكثر من مرّة المفاتيح، البيوت القديمة، الحجارة، ونكبة الشعب الفلسطيني، ومن ثمّ عرض محطّات غنية في نضال مسيرة الشاعر الكبير شفيق حبيب، ومساهمته في الشعر والنظم منذ نعومة أظافره وملاحقة السلطات له في أكثر من مرّة.
بعدها قامت الطالبة ريام مراد أبو الحوف بإلقاءٍ رائعٍ لقصيدة (حنين) للأديبة تغريد حبيب، وسط إعجاب الحضور لإلقائها الرائع.
ثمّ قدّم الشاعر الكبير وصاحب القلم النبيل بعضًا من قصائده الجميلة التي رسمها ونظمها في حبّ الوطن وترابه، وسط تصفيحٍ كبيرٍ واستحسانٍ لافتٍ من الجمهور، وبمصاحبة أوتار عود الأستاذ فوزي عطوة التي تناغمت مع الإلقاء وقصائد الشاعر شفبق حبيب.
يذكر هنا مساهمة الشاعر والأديب المتألّق تركي عامر الذي قدم من حرفيش، وقد قدّم قصيدة صغيرة وجميلة في وصف شفيق حبيب، وقد لاقت إحسانًا وتصفيقًا من الجميع.
بعد ذلك قامت الفنانة والأديبة تغريد بتقديم كلمتها حيث شكرت رئيس المجلس المحلي، وبلدي ثقافتي ، وجمعية إبداع الذين قاموا بهذا التكريم وإتاحة الفرصة أمام أهل ديرحنا بالتعرف على لوحاتها العديدة، كما شكرت مجموعة حراك خطوة بلد، والكشاف ، ثم قدّمت أعمالها كلّها إلى من ساهم في زرع موهبة وحبّ الفنّ وتطويع الحجر إلى صور ورصفٍ آسرٍ من خلال اللوحات المعروضة، وهنا قدّمت تغريد حبيب كلّ أعمالها لأبيها المريض إلياس أشقر والذي تمنّت له الشفاء العاجل.
يذكر بأنّ الأديب الفلسطيني ابن عكّا قد بعث من شتاته من (دمشق) برسالةٍ مفعمة بحنينه واشتياقه لبلده ووطنه، وهو المراقب من بعيد لكل أعمال بلدي ثقافتي في ديرحنا، بحكم الصداقة الإفتراضية عبر صفحات الفيس، وقد أكّد على امتداد الفنّ والأدب من مأساة ومعاناة الشعب الذي ينتظر عودته إلى وطنه، واختتم رسالته بأمل وغدٍ رغيدين للعودة لا محال.
انتهى الحفل بتكريم رئيس المجلس المحلّي للشاعر شفيق حبيب، والفنانة المبدعة تغريد حبيب، وللفنان إيليا بعيني من إبداع على تنسيقه للمعرض، وللأديب والمربي الكبير د. بطرس دلّة، وللأستاذ فوزي عطوة الذي قدّم أجمل معزوفاتها على أوتار عوده.
[email protected]