دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بيان "روسيا إلى احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف" في حين أن العلاقات متوترة أصلا بين موسكو والأطلسي بسبب الأزمة في أوكرانيا. وأضاف أن "تحركات روسيا" في سوريا، حيث تشن موسكو ضربات جوية ضد الجهاديين تعتبر الدول الغربية أنها تستهدف مجموعات معارضة تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، "لا تساعد في امن واستقرار المنطقة"، موضحا انه استدعى 28 دولة في الحلف على وجه السرعة لحضور اجتماع لمجلس الأطلسي بعد ظهر الاثنين.
واستقبل ستولتنبرغ ظهرا وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو في مقر الحلف في بروكسل للبحث في الوضع في سوريا بعد اعتراض مقاتلات تركية السبت مقاتلة روسية في المجال الجوي التركي. وقال ستولتنبرغ "إن المباحثات تطرقت إلى العمليات العسكرية الأخيرة لروسيا في سوريا وحولها بما في ذلك الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلات روسية".
والأحد تعرضت مقاتلتان تركيتان اف-16 "لمضايقات" أثناء مهمة استطلاعية من قبل مقاتلة ميغ29 مجهولة الهوية عند الحدود السورية كما أفاد الجيش التركي على موقعه الالكتروني من دون تحديد ما إذا كان روسية أو سورية. وأضاف "أدعو روسيا لاتخاذ التدابير اللازمة لتوحيد جهودها مع الأسرة الدولية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية" في حين يسيطر التنظيم المتطرف على حوالي نصف أراضي سوريا.
ويشار إلى أن تركيا هي إحدى الدول الأعضاء في الحلف والبالغ عددها 28 دولة. وأضاف ستولتنبرغ: "أوضحت استمرار التزام الناتو القوي تجاه أمن تركيا.. إن ما تفعله روسيا لا يساهم في أمن المنطقة واستقرارها". وقد دعا موسكو إلى احترام المجال الجوي للناتو، وإلى عدم تصعيد التوترات مع الحلف العسكري، وإلى "مواءمة جهودها مع جهود المجتمع الدولي" في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الاثنين من أن أنقرة ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالها الجوي. وصرح داود أوغلو لقناة خبر- تورك الإخبارية أن "قواعد الاشتباك لدينا واضحة أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي"، وذلك بعد اعتراض طائرات حربية تركية مقاتلة روسية في المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية.
وأضاف أن "القوات المسلحة التركية لديها أوامر واضحة. حتى لو كان طيرا محلقا فسيتم اعتراضه". وأوضح داود أوغلو أن "الملف السوري لا يسبب أزمة بين تركيا وروسيا" اللتين لهما مصالح تجارية كبرى. وأضاف "قنوات الاتصال بيننا تبقى مفتوحة" معربا عن الامل في ان تتخلى موسكو عن "مواقفها الخاطئة" حول الأزمة السورية بشكل عام.
وكان الطيران الروسي شن الأسبوع الماضي غارات جوية في سوريا. وأكدت روسيا أن هذه الضربات موجهة فقط إلى تنظيم الدولة الإسلامية لكن أنقرة وحلفاءها الغربيين يتهمون موسكو بتركيز هجماتها على قوات المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
[email protected]