كرست صحيفة "هآرتس" موضوعها المركزي، اليوم، تفشي جرائم الكراهية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين مشيرة بشكل خاص الى ارتفاع نسبة الاعتداءات الاجرامية ضد المقوسات الاسلامية والمسيحية وسيارات المواطنين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، دون أن يتم اعتقال أي مشبوه من أفراد "عصابة بطاقة الثمن". وأشار التقرير الى الاعتداء على سيارة تعود لمواطن نصراوي، امس، في بلدة يكنعام، حيث تم تمزيق اطاراتها ورسم نجمة داوود عليها. وكتبت ان هذا هو الحادث الخامس في يكنعام خلال الشهر الأخير، والثامن خلال الأشهر الثلاث الأخيرة. وتعتقد الشرطة ان الاعتداءات التي استهدفت سيارات للمواطنين العرب في البلدة اليهودية، نفذها ذات الشخص، الذي لم يتم الوصول اليه بعد.
وهذا هو الاعتداء العاشر الذي يحدث في الشمال خلال شهر واحد، فقبل يومين تم الاعتداء على مسجد في قرية الفريديس، وكنيسة في منطقة طبريا، ويوم الأحد قامت مجموعة من اليهود بازعاج طقس تعميد في كنيسة البصة قرب بلدة شلومي، وتم الاعتداء على صحفي عربي تواجد في المكان من قبل امرأة يهودية قامت بتحطيم آلة التصوير التي كان يحملها ونعتت المسيحيين المتواجدين في المكان بأنهم "نتانة". وتنضم هذه الاعتداءات الى سلسلة من جرائم الكراهية ضد العرب التي وقعت في العامين الأخيرين. وكتبت "هآرتس" انه اذا كان احراق المسجد في قرية طوبا الزنغرية في عام 2011 قد اعتبر "حدثا شاذا"، فقد بات واضحا الآن ان الهجمات تتم بشكل متكرر. وتم في السنة الأخيرة تسجيل 16 جريمة كهذه، شملت كتابة شتائم للعرب والنبي محمد ومحاولة احراق مساجد وتمزيق اطارات سيارات.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت"، ان الاضراب العام الذي شهدته قرية الفريديس، امس، احتجاجا على الاعتداء على مسجدها وكتابة شعارات عنصرية وتمزيق اطر السيارات، يتقزم امام الشجب الأمريكي الشديد لعمليات بطاقة الثمن. ففي التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية الذي يتطرق الى الارهاب في العالم، يتم اعتبار عمليات بطاقة الثمن بمثابة عمليات ارهابية، ويشار الى ارتفاع نسبتها وامتدادها من الضفة الغربية الى داخل اسرائيل، دون معاقبة المجرمين.
ويقتبس التقرير معطيات نشرها مكتب التنسيق للشؤون الانسانية، التابع للأمم المتحدة، وجاء فيه: "حسب مصادر الأمم المتحدة وتنظيمات غير حكومية، تتواصل هجمات المستوطنين الاسرائيليين المتطرفين ضد الفلسطينيين واملاكهم ومقدساتهم في الضفة الغربية، دون أن يتم تقديم المعتدين الى المحاكمة". ويشير التقرير الى قيام المستوطنين بتنفيذ 399 اعتداء ضد الفلسطينيين واملاكهم، اضافة الى الاعتداء على خمسة مساجد وثلاث كنائس في منقطة القدس والضفة الغربية. واشار التقرير الى "اتساع المخالفات والاعتداءات العنيفة التي ينفذها أفراد او مجموعات من اليهود ضد الفلسطينيين ردا على نشاط السلطات ضد المستوطنين، وقالت ان هذه الجرائم لم تعد تتوقف على الضفة بل امتدت الى داخل اسرائيل".
الى ذلك تم في مستوطنة يتسهار اعتقال اربعة أشخاص، شابين وزوجتيهما، بشبهة تنفيذ الاعتداء على مسجد عراق الشباب في ام الفحم قبل اسبوعين. ويدعي المستوطنون في يتسهار ان اعتقال الاربعة هو مجرد مسألة تقنية، لأن العائلتين تملكان سيارة من نوع سوزوكي بالينو، كتلك التي التقطتها الكاميرات في ام الفحم أثناء مغادرتها للمكان بعد الاعتداء على المسجد. ويدعي المستوطنون ان الشرطة قررت اعتقال الاربعة لفحص ما اذا شاركوا في العملية او تبرعت احدى العائلتين بسيارتها لمنفذي الاعتداء!
واعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ما حدث في الفريديس "يثير الاستفزاز"، وقال في اجتماع لنشطاء الليكود العرب "نحن نعمل لاعتقال المسؤولين، ونستخدم الشاباك لهذا الغرض، فهذا هدف مركزي لأن الأمر يتعارض مع جوهرنا وقيمنا"!
واشارت "هآرتس" الى ان القدس، ايضا، تعتبر حلبة شائعة لاعتداءات هذه العصابة، التي تستهدف بشكل خاص الكنائس والأديرة اضافة الى املاك المواطنين الفلسطينيين. وقالت ان شرطة القدس تربط بعض هذه الأحداث بعصابة شبيبة التلال التي انتقلت من الضفة الغربية الى المدينة، بسبب اصدار اوامر ابعاد بحقها. ولم يتم حتى الآن الكشف عن منفذي أي جريمة كهذه ضد العرب، بينما نشرت الشرطة والشاباك، امس، انها اعتقلت خمسة فلسطينيين بينهم قاصر، من بلدة العيسوية، بشبهة القاء زجاجات حارقة على كنيس يهودي وعمارة سكنية ونادي للرقص وسيارة شرطة. كما توجه الى المعتقلين تهمة رشق الحجارة وزجاجات حارقة على سيارات اسرائيلية وقوات الأمن.
[email protected]