انطلق يوم امس الاف المهاجرين السوريين من نقطتين تقعان شمال هنغاريا في مسيرة غاضبة سيرا على الاقدام باتجاه الحدود النمساوية ومنها الى المانيا وذلك رفضا منهم لسياسة معسكرات الايواء التي تحاول هنغاريا فرضها عليهم بالقوة .
وجاءت مسيرة الغضب بعد احتجاز اللاجئين لأيام طويلة في محطة القطارات لينضم اليهم لاجئين معتقلين داخل معسكرات اللاجئين المتهالكة التي اقامتها الحكومة الهنغارية لينطلقوا في مسيرة تمتد الى 150 كلم باتجاه الحدود النمساوية حتى لا يتم تسجيلهم كلاجئين في هنغاريا الرافضة لهم .
وخرجت مسيرة اخرى انطلقت هذه المرة من العاصمة الهنغارية " بودابست" ليمتد سيل المهاجرين المتدفق سيرا على الاقدم باتجاه الحدود النمساوية طلبا لدخول المانية الى اكثر من كيلومتر فيما دخلت مجموعة اخرى من اللاجئين في مواجهة عنيفة مع الشرطة الهنغارية التي حاولت منعها الخروج من محطة القطارات حيث يتم احتجازهم .
واطلق الاعلام العالمي الذي تناول هذا الحدث المأسوي اليوم " السبت" على مسيرة ألاجئين اسم " المسيرة نحو الحرية" فيما اطلق الاعلام الهنغاري على ما جرى اسم " يوم الانتفاضة والثورة " وخرج بتغطية اعلامية واسعة وثقت مسيرة التعساء الساعين الى فجر جديد في المانيا هربا من موت احاط ببلادهم .
وبعد ساعات من انطلاق مسيرة "التعساء "اعلنت هنغاريا تنظيمها قافلة حافلات لتقل المهاجرين الى الحدود النمساوية حيث اعلن مستشار النمسا " فرنر فييمن " ان بلاده والمانيا ستسمحان بدخول اللاجئين .
واخيرا نترك للصور ان تتحدث عن نفسها وتصف مأساة القرن الحادي والعشرين التي سيذكرها التاريخ كوصمة عار في جبين انسانية غابت عما يجري في بلاد الشام والرافدين وليبيا قبل ان تدهمهم جحافل حرب هدمت اركان الدول وتركتها نهبا لعصابات من القتلة انتجت ضمن مآسي كثير تراجيديا المهاجرين الفارين من الموت الى الموت عبر بحر كان ابيضا ليتحول الى احمر يفصل قارات الفقر والموت عن قارة العيش الرغيد .
[email protected]