حذر وزير خارجية ألمانيا من استمرار تبادل إلقاء اللوم بين الدول الأوروبية بشأن أزمة تدفق اللاجئين، محذرا من انقسام أوروبا على خلفية هذا "التحدي". وطالبت برلين المجر بصفة خاصة بالالتزام بالمعايير الأوربية نحو اللاجئين.
حذر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من انقسام أوروبا بسبب أزمة اللاجئين. وقال شتاينماير اليوم الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015) في مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: "لن نتمكن من القيام بهذه المهمة إذا لم نتوقف عن التنديد بدول الجوار." وأضاف الوزير الألماني: "إلقاء اللوم المتبادل لن يقودنا إلى حل المشكلة. على أوروبا أيضا ألا تدع نفسها تتفسخ في مواجهة هذا التحدي."
دول غرب البلقان "دول آمنة"!
وفي السياق نفسه طالبت الحكومة الألمانية المجر بتطبيق إجراءات اللجوء على اللاجئين الذين يفدون إليها. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت اليوم الجمعة في برلين، إنه جرى التركيز على ذلك في محادثة هاتفية صباح الجمعة بين رئيس ديوان المستشارية والسفير المجري. وأضاف زايبرت إن عدم إعادة ألمانيا اللاجئين السوريين إلى المجر حاليا "لا يغير شيئا في الالتزام القانوني للمجر بتسجيل اللاجئين الوافدين إليها وتوفير الإمدادات لهم وفقا للقانون، وتطبيق إجراءات اللجوء بنفسها مع الالتزام بالمعايير الأوروبية".
كما أفاد زايبرت أن ألمانيا تريد أن يشدد الاتحاد الأوروبي قواعد منح اللجوء لمواطني دول غرب البلقان عبر تصنيف هذه البلدان بالدول "الآمنة"، وقال إن "دول غرب البلقان التي تقع على طريق أوروبا ويتطلع بعضها للانضمام (إلى الاتحاد الأوروبي) لا يمكن أن تكون بلدانا تشهد ملاحقات سياسية أو حروبا أهلية جارية أي أوضاعا تتطلب حماية".
مخاوف من تنام اليمين المتطرف
من جانبه أعلن هانز غورغ ماسين، رئيس مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، الألمانية الجمعة أنه يتخوف من ظهور "إرهاب يميني متطرف" في ألمانيا حيث تقوم مجموعات راديكالية صغيرة بحملة ضد التدفق الكثيف للمهاجرين. وفي مقابلة مع صحيفة در تاغسشبيغل، قال ماسين: "في أجواء محمومة كهذه، لا يمكننا أن نستبعد تشكل مجموعات (من اليمين المتطرف) مستعدة للقيام بأعمال إرهابية." وأوضح أن "اليمين المتطرف يتراجع عموما، لكن نسبة الناشطين العنيفين تزداد، وقد بلغت في الفترة الأخيرة حوالي 50%". وتابع رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية "في النصف الأول من 2015، ازدادت أعمال العنف المتصلة باليمين المتطرف مع ارتفاع عدد طالبي اللجوء. وليس من المتوقع حصول تغيير في هذا الاتجاه في النصف الثاني" من 2015.
[email protected]