جبل طابور – الجليل – في اجواء عيد التجلي وبحضور سيدات كاتدرائية مار يعقوب في القدس وسيدات جمعية حاملات الطيب في الرامة وحشد من ابناء الرعية الارثوذكسية حيث صعد الجميع يوم امس الجمعة الى قمة جبل طابور حيث الكنيسة التاريخية التي تحمل اسم التجلي وفي الموقع الذي تجلى فيه السيد المسيح امام تلاميذه .
وقد ترأس سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس خدمة القداس الالهي في كنيسة تجلي الرب على جبل طابور يشاركه الاب عيسى توما كاهن كاتدرائية مار يعقوب في القدس والاب جورج حنا كاهن الرعية الارثوذكسية في الرامة وبحضور رئيس الدير الارشمندريت ايلاريون ، حيث تم ترتيل خدمة التجلي واحتفل بالقداس الالهي في اجواء خشوعية وقد رتلت جوقة من القدس واخرى من الرامة ، وقد تناول الجميع القرابين المقدسة .
في نهاية القداس كان هنالك حديث روحي لسيادة المطران الذي تحدث عن قدسية هذا المكان حيث التجلي مؤكدا بأن المسيح اتى الى هذا العالم لكي ينيره ويقدسه ولكي يحول الظلام والموت والخطيئة الى نور وحياة وبركة ، فما اجمل وما احلى ان نلتقي في مكان التجلي حيث ما زلنا حتى اليوم نتلمس نور المسيح الذي هو نور يضيء الطريق امام الانسان الذي يريد ان يتقدس ويتبارك بالنعمة الالهية ، ودعى سيادته ابناء الكنيسة ان يعيشوا روحانية ايمانهم وكنيستهم فلا معنى لحياتنا ولوجودنا بدون حضور الله في حياتنا ، ونحن قادرون على ان نجعل الله حاضرا في حياتنا اذا ما اردنا ذلك ، وان نغيبه بفعل الخطيئة والابتعاد عن القيم والايمان الحق .
وقال سيادته ايضا ما احلى بلادنا وما اجمل هذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الرب لكي تكون مكان لتجليه ، فكل زاوية وكل حبة تراب وشجرة وكل شيء في هذا المكان يدلنا على حضور المسيح وبركته ونعمته التي اسبغها علينا جميعا .
نحن نعشق هذه الارض وملتصقون التصاقا بكل حبة تراب فيها فهي ارض قداسة تباركت بحضور المسيح ورسله وانبياءه وقديسه ، انها ارض كل زاوية فيها تذكرنا بمحبة الله للانسان.
لن نتنازل عن انتماءنا لهذه الارض فجذورنا عميقة في تربتها وستبقى كنائسنا تقرع وبخورنا يتصاعد الى السماء وشموعنا مضاءة تعبيرا عن ايماننا ومحبتنا وتعلقنا بايماننا وارضنا المقدسة ، لن نتخلى عن هويتنا الدينية والوطنية وسنبقى دعاة سلام واخوة ومحبة في هذه الديار.
وقد رفع سيادته الصلاة من اجل السلام في مشرقنا العربي وخاصة في سوريا الحبيبة ومن اجل اخوتنا المطارنة المخطوفين وكافة المتألمين ونحن في صلاتنا وفي ادعيتنا نعبر عن محبتنا للجميع ، فلا توجد هنالك حواجز تفصلنا عن اخينا الانسان .
في نهاية القداس رحب الارشمندريت ايلاريون بسيادة المطران وبالاباء الكهنة وبكافة الحجاج، ومن ثم انتقل الجميع الى مائدة محبة في باحة الدير في اجواء من الاخوة والتعاضد والوحدة ، ثم توجه الجميع الى مدينة حيفا حيث المحطة الثانية من الزيارة فكان لقاء في كنيسة مار يوحنا المعمدان تحدث خلاله سيادة المطران عطا الله حنا عن مدينة حيفا وعن كنائسها وارتباط مار الياس بها ، ووجه حديثا روحيا كما تلى الاب عيسى توما فصلا من الانجيل المقدس ، ومن ثم تجول الجميع في معالم حيفا السياحية وبحرها الجميل ، ثم عادوا بعدها الى القدس .
[email protected]