هل دفع ليونيل ميسي ثمنا غاليا لشهرته الطاغية في عالم كرة القدم أم وقع فريسة لجهل مستشاريه، عندما تحول لدقائق معدودة وحسب ما صوره البعض إلى أداة صغيرة في يد ديكتاتور فاسد ومنتهك لحقوق الانسان؟.
ولكن ميسي ليس لديه مستشارين أو وكلاء أو مديرين أعمال، وإنما لديه رجل متسلط عليه وربما يكون السبب في كل الشبهات التي دارت حوله.
النجم الدولي الارجنتين الذي قطع إجازة الراحة التي منحه اياها ناديه برشلونة بعد مشاركته في كوبا اميركا مع منتخب بلاده.. توجه إلى الجابون لوضع حجر أساس استاد جديد، ولكنه لم يكن ليعلم بأنه بهذا الفعل أصبح وسيلة إعلامية لتبيض صورة رجل سفاح وقاتل.
منظمة حقوق الانسان التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أصدرت بيانا قاسيا انتقدت فيه بشدة الهداف التاريخي لفريق برشلونة الذي ينتظر الجميع تتويجه بجائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة في مسيرته الرائعة مع كرة القدم (تعزيز رقم قياسي).
انتقاد لاعب برشلونة ليونيل ميسي، بعدما حمل مع فريقه الكتالوني ثلاثية الألقاب التاريخية الأوروبية للمرة الثانية في مسيرته، من قبل مؤسسة حقوق الإنسان هيومن رايت (HRF) كان سببه بحسب المنظمة ما أظهره ميسي من "التأييد الحماسي للدكتاتورية" خلال زيارته الى الغابون في شهر تموز- يوليو الماضي.
وزار ميسي (28 عاما) الجابون التي من المقرر أن تستضيف كأس الامم الافريقية العام 2017، والتقى الرئيس بونغو أونديمبا، الذي تتهمه منظمات عالمية حقوقية بارتكاب جرائم بحق شعبه ولا سيما الأطفال.
وقال رئيس منظمة HRF ثور هاليورسين على موقع منظمته: "في تقييمنا لعائلة بونجو وما فعلته في الجابون، فإن ليونيل ميسي يقوض بشكل خطير مصداقية مؤسسته الخيرية الداعمة للأطفال".
واضاف: "في حين يدعي ميسي دعمه لحقوق الطفل، وحسب مكانته كسفير لليونيسيف لتعزيز تعليم الشباب، فما هو رده حول حقوق الأطفال في الجابون".
وتابع هجومه قائلا: "رحلة ميسي إلى الجابون هي جزء من حملة العلاقات العامة لعائلة بونجو لتعزيز استضافة البلاد لكأس أفريقيا 2017 وتبيض صورة هذه العائلة المتورطة بالفساد".
والغريب أن ميسي الذي يعاني أصلا من حرب إعلامية لا تخف وطأتها حتى تعود من جديد بسبب تهم وجهت اليه من قبل وزارة الخزانة الاسبانية متعلقة بالتهرب الضريبي، لم يصدر أي رد على اتهامات هذه المنظمة وغيرها حتى الآن.
والحقيقة الماثلة أمامنا هي أن ميسي لم يكن يعلم خلفيات هذا الزعيم الديكتاتور، وربما لم يكن يعرف أنه سيلتقي به أصلا أمام ملعب بورت جنتيل الذي وضع حجر اساسه.
والحقيقة الأخرى أن ميسي لا يمتلك مثل لاعبين آخرين مدير أعمال محترف، وغالبا ما تدار أموره من قبل والده الذي تبين بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يتمتع بمباديء وأخلاقيات ترقى للمستوى المأمول وتواكب نجومية وشهرة خارقة للعادة.
الأغرب أن صحيفة الموندو ديبورتيفو الكتالونية قالت أنه خلافا لادعاء إعلامي فرنسي فإن حكومة الجابون لم تدفع لميسي أي مبلغ مالي نظير هذه الزيارة.
كما نفت السلطات الجابونية يوم 21 يوليو- تموز الماضي دفع اي أموال مقابل زيارة ميسي، ونشرت السفارة الجابونية بفرنسا بيانا لتكذيب الأخبار المنشورة عبر موقع "موند أفريك" ومجلة "فرانس فوتبول" التي أكدت حصول النجم الأرجنتيني على مبلغ 3.5 مليون يورو نظير تلك الزيارة.
وإذا كان ميسي لم يتحصل على المال، ولم يتحقق من طبيعة الزيارة وأهدافها وخلفيات الجهة المستضيفة، فإن وقوعه في هذا الفخ لا يفسره إلا أمر واحد.. جهل من يسير أعماله وعدم جدارته بهذه المسؤولية الكبيرة.
[email protected]