كشفت معطيات جديدة أن نسبة المواشي التي تعاني من مرض "الحمى المالطية " المعدي وأمراض أخرى تصيب المواشي في النقب بلغ نحو 25% من اجمالي المواشي في النقب الذي يبلغ تعدادها قرابة 350 ألف ماشية .
المؤسسة الإسرائيلية التي تفرض قيودا ظالمة على مربي المواشي في النقب، بالإضافة إلى الضرائب المستحدثة، تصم اذنيها هذه الأيام عن استغاثة مربي المواشي في علاج قطعانهم التي تمثل مصدر الرزق الوحيد لألاف الأسر في النقب .
فمرض الحمى المالطية الذي يتفش في قطعان المواشي بشكل غير مسبوق في النقب ، يشكل أيضا خطورة كبيرة على على السكان لأنه مرض ينتقل بالعدوى من خلال تناول لحوم وألبان المواشي المصابة .
هذا وقد علمنا، أن اللجنة البرلمانية التي ناقشت هذا الأمر أمس الأربعاء في الكنيست، وقفت على حقائق مرعبة في هذا الجانب. حيث ذكر الدكتور البيطري فرحان الصانع من بلدة اللقية في النقب أمام اللجنة أن ناقة مصابة بمرض الحمى المالطية، نقلت عدوى المرض إلى 15 شخص .
فيما ينتشر المرض بشكل كبير وواسع بين سكان النقب، واصاب ما يزيد عن 700 شخص منذ بداية هذا العام فقط، وادى إلى حالات وفاة بين الأطفال كما جاء من بعض التقارير، كان رد مندوب وزارة الصحة الإسرائيلية في الجلسة البرلمانية أنها لا تستطيع تحمل تكلفة إبادة المواشي المصابة بالمرض وتعويض أصحابها. في الوقت الذي تقوم فيه هذه الوزارة بجباية مئات الآلاف الشواكل من مربي المواشي من خلال الضرائب والغرامات وغيرها .
مركز القرى غير المعترف بها السيد معيقل الهواشلة الذي حضر الجلسة قال لنا، أن وزارة الصحة كانت تقوم بإرسال اطباء بيطريين إلى مربي المواشي في النقب لفحص قطعانهم، وعندما كانت تكتشف المرض، كانت ترفض تقديم العلاج للمواشي المصابة، او حتى تقديم ارشادات لأصحابها عن خطورة تفشي المرض .
واتهم الهواشلة وزارة الزراعة الاسرائيلية أنها ليس فقط لم تقم بالتصدي للمرض، بل كانت تساعد بقوة على انتشاره بين سكان النقب من خلال علمها المسبق بحجم وخطورة المرض بعد أن قامت باجراء فحوصات على مدار 3 سنوات، ووقفت على حجم تفشي المرض، وعدم اعطائها اي ارشادات لمربي المواشي عن كيفية مجابهة انتشاره بين القطعان والناس .
مربي مواشي من بلدة حوره فضل عدم الكشف عن اسمه قال ان وزارة الزراعة الاسرائيلية التي تسيطر ايضاً على ملف الاستيطان في النقب، كانت على علم دقيق بحجم مرض الحمى المالطية في النقب من خلال اخذها عينات لمعظم حضائر الأغنام في النقب منذ سنة 2012 .
واضاف ان مربي المواشي في النقب كانوا يشكلون بشكل دائم صداعا للساسة في هذه الوزارة التي تسعى ولازالت من خلال مخططاتها الظلامية لتهجير سكان النقب من قراهم وبناء المستوطنات على أنقاضها .
ونوه أن القائمين على هذه الوزارة وغيرهم استمروا في حربهم على مربي المواشي من خلال الغرامات الباهظة والقيود المفروضة على تنقل المواشي والضرائب، اعتقادا منهم ان أكثر المعنيين بالتمسك بالأرض هم مربوا المواشي بحسب تفكيرهم الضيق .
وأكد أن كل المعطيات التي اكتشفت اليوم تفيد بتورط وزارة الزراعة الاسرائيلية بشكل مباشر في دعم انتشار مرض الحمى المالطية في النقب لغرض في نفوس القائمين عليها .
وطالب بضرورة أن تقوم لجنة تقصي حقائق قضائية للتحقيق مع وزير الزراعة الاسرائيلي وكل العاملين في هذه الوزارة وتقديم المجرمين منهم بحق سكان النقب للعدالة". بحسب تعبيره .
[email protected]