يبهرك الإعلامي وسام بريدي بإيمانه الذي أصبح وقود استمراره بعد فراقه عن شقيقه ورفيق دربه الراحل عصام. صنع من الضعف قوّة وحوّل حزنه فرحاً. يؤمن أن شقيقه في مكان جميل، يفتقده بالجسد لكنه يسكنه بالروح.
وسام بعد فترة اعتكاف خرج عن صمته. كبر ونضج بلحظة مأسوية سنوات.
تغيرت الحياة بأكملها في عينيه، وجع الفراق لا ينكره وحتى هذه اللحظة عندما تتعقد الأمور يقول "اسألو عصام"، فالنسيان برأيه مستحيل أمام مرحلة طويلة عاشاها معاً "بس رجائي بيصبّرني وكلّنا على هالدرب...".
وسام يتذكر عصام بالفرح لا بالحزن، يستشيره في كل شاردة وواردة ويشعر بوجوده. وعن كل ما قيل إن عصام كان مسرعا في القيادة ويتحدث على التلفون لحظة الحادث، أجاب: "جميعنا نتحدث على التلفون ونسرع في القيادة... خلص هذا نصيبه".
ويتابع: "ما حدث أوصلني الى اقتناع أن رحيل عصام يحمل رسالة، وتعاطف الناس معنا كان أكبر دليل".
اليوم، وسام يخلد اسم عصام من خلال جمعية ستحمل اسمه وتقدم رسالة عن إرادة الحياة. "بدي عصام يكون موجود بالأفعال مش بالصور".
وجع الفراق لم يكبّل وسام فاستمر في مهنته، وتقديمه برنامج "رايتنغ رمضان" لا يعتبره مصادفة. من خلال هذا البرنامج اختبر عمق رسالة الدراما ومدى تأثيرها، وكشف أنه سيحقق حلم شقيقه من خلال دخوله غمار التمثيل. وبالفعل، ثمة مفاوضات جدية في هذا المجال.
يزعجك أنك بديل نيشان في البرنامج؟ يجيب بثقة: "ما حدا بيحلّ محل حدا، لكني لست بديلاً. قبل موافقتي سألت هل من إمكان لعودة نيشان؟ قالوا، إذا مش إنت غيرك. محسومة مع نيشان. وبالفعل، اتصلت به لأتأكد فكان خطه مقفلاً. نيشان زميل وصديق". وعن تعليق نيشان الأولي على البرنامج أنه لو قدمه لأعطى صدى أفضل... أكد وسام كلام نيشان لأن لكل منا بصمته وأسلوبه. وتابع: "البرنامج درامي ومختلف عن كل البرامج التي قدمها نيشان، وخصوصاً أنه يحاور أكثر من ضيف. نحن كنا مقدمين في البرنامج، مع العلم أن ميساء المغربي مجتهدة وذكية وكانت التجربة معها جيدة".
وماذا عن المناوشات التي كنا نلاحظها على الهواء؟ يجيب: "الديو ليس سهلاً ويحتاج الى وقت كي يكتمل التجانس. من ناحيتي كنت مرتاحاً والمناوشات كانت مادة جيدة للبرنامج". هل تعيد التجربة مع ميساء؟ "طبعاً وخصوصا في رايتنغ رمضان الذي يُحكى عن موسم جديد منه، لكني لا أعيد تجربة الديو في أي برنامج حواري آخر لأن لكل إعلامي أسلوبه في الحوار".
وعن ضياعه في تقديم نوعيات مختلفة من البرامج، ردّ: "أرفض أن أكون أسير نوع واحد من البرامج". فصورة الإعلامي، برأيه، لا تهتز إذا نوّع، والفضل في نجاح أيّ برنامج مرتبط في الجزء الكبير منه بالإعلامي. "ما في برنامج سيئ في مقدم برامج سيئ".
بريدي ابتعد عن البرامج الحوارية في السنوات الأخيرة نظراً إلى تكرار نوعية الضيوف وكذلك مضمون الأحاديث. وهل البرامج الترفيهية يمكن أن تخلق تلك الهالة للإعلامي؟ يجيب سريعاً: "تجربة رياض شرارة وجورج قرداحي أكبر دليل". أليس الإعلامي الحقيقي هو الذي يؤثر في الناس؟ يجيب منفعلاً: "إدخال فرحة وبسمة إلى بيوت الناس مش تأثير على حياتن؟ وربح البعض مبلغ مادي بغيّر حياتن مش تأثير؟ نجومية الإعلامي لا تبنى من خلال البرامج الحوارية فقط". الناس، برأيه، مستعدة لمشاهدة أيّ برنامج والمسؤولية تقع على عاتقنا لتقديم مستوى جيد.
هو لا يوافق على أنه الإبن المدلل للـMTV بل العصامي الذي يقف مع المحطة. للمحطة الأولوية بالنسبة إليه ويستشير إدارتها في كل برنامج جديد. وقد تشارك معها في أكبر البرامج التي قدمها على شاشة دبي وشاشات مصرية "بعدين أنا مش جوعان ظهور وطلباتي منطقية من المحطة".
من ينافسه؟ وهل هو منافس نيشان كما يصوّر البعض؟ يعترف أن نيشان سيد البرامج الرمضانية، ولكل منهما أسلوبه. يلفته أسلوب زاهي وهبه، وقدرة طوني خليفة وزافين على الإستمرار، وجرأة جو معلوف، وخرق ريما كركي لهذه النوعية من البرامج، ورجا ورودلف كثنائي ناجح بغض النظر إن كنت توافق أسلوبهما أم لا، لكن "ما فيكي ما تقدّري تعب الناس... أما اللي بيقرا نص المعدّ جايي نهار يطير هوي والمعدّ، أنا أؤمن بالمقدم الذي يتدخل في كل شاردة وواردة".
جديد بريدي برنامج لمحطة مصرية وآخر لمحطة خليجية. وقد كشف أن أحد هذه البرامج Late Night Show. وعندما سألته هل يمكن أن تعرضه MTV في ظل وجود "هيدا حكي" مع عادل كرم؟ أجاب لمَ لا، علىBBC وABC أكثر من برنامج من الفئة نفسها ولكل مقدم بصمته.
[email protected]