يعد ستيفن جيرارد قائد منتخب انجلترا ونادي ليفربول الانجليزي السابق لكرة القدم، الاسطورة الحية التي كرست نفسها لخدمة الريدز منذ نعومة اظافره الى شيخوخته كلاعب.
لا يختلف احد على القيمة المعنوية والفنية لجيرارد مع ليفربول، هو بالفعل نجم الفريق الاول على مر السنين، ولكن هذا النجم ألقى بتعويذة سحرية على الريدز طوال ما يقارب الـ 17 عاما، لم يتمكن اللاعب نفسه من فكها وحتى اكبر اللاعبين امثال لويس سواريز، فشلوا في ذلك ايضا، وهذه التعويذة تتمثل بعدم الحصول على لقب الدوري الانجليزي الممتاز، ولو لمرة واحدة.
جيرارد حقق كل ما يتمناه من سجلات فردية وألقاب جماعية، وأحد اهم هذه الالقاب حصوله على دوري ابطال اوروبا 2005، ولكن لقب الدوري الانجليزي بقي عصيا على جيرارد طوال مسيرته مع الحمر.
وقرر البطل ان يرحل هذا الموسم عن بيته (الانفيلد)، هذا البيت الذي عاش فيه طويلا ودائما ما كان يسمع من جماهيره المحبة اغنية "لن تسير لوحدك ابدا"، لكنه هذه المرة اراد ان يسير وحيدا، ويقول ان لكل بداية نهاية، وجيرارد كتب نهاية القصة الرائعة مع الريدز، ولكن هذه القصة افتقدت لاهم صفحاتها، صفحة التتويج بلقب الدوري الانجليزي، حيث انتقل اللاعب الى الدوري الامريكي ليكمل ما تبقى من مشواره الكروي مع فريق لوس انجلوس جالكسي.
بداية جيرارد مع ليفربول
جيرارد لاعب انجليزي من مواليد عام 1980، خاض اول مباراة له كأساسي مع الريدز في عام 1998، وفي موسم 2000/2001 عزز مكانه في الفريق خلفا لسامي هيبيا المصاب، وفي عام 2003 اعطاه المدرب جيرارد هولييه شاره القيادة، ورحل عن الريدز اخيرا في موسم 2014/2015.
الانجازات الكبيرة
خلال مشوار جيرارد مع ليفربول، حقق اللاعب انجازات وألقاب فردية وجماعية، تتمثل في:
دوري ابطال اوروبا (2005)
كأس الاتحاد الانجليزي (2001، 2006)
كأس الاتحاد الأوروبي (2001)
الكارلنج كب (2001، 2003)
الدرع الخيرية (2006)
كأس السوبر الاوروبي (2001)
افضل لاعب شاب بالدوري الانجليزي (2001)
افضل لاعب بالدوري الانجليزي (2006)
افضل لاعب بدوري الابطال الاوروبي (2005)
جيرارد معجزة اسطنبول
من ابرز واهم المباريات في تاريخ جيرارد نهائي دوري الابطال في اسطنبول موسم 2004/2005، التي خاضها ليفربول امام نادي ميلان الايطالي العريق، وانتهت بتتويج الريدز في البطولة بركلات الترجيح بعد مباراة مجنونة.
جيرارد واصدقائه انتفضوا في الشوط الثاني بعدما كانت نتيجة المباراة بعد نهاية الشوط الاول تعلن عن تقدم ميلان 3-صفر، ولكن جيرارد الذي قدم مباراة عمره رفض الاستسلام وحقق معجزة اسطنبول وجاب انحاء الملعب بالطول والعرض ولعب في اكثر من مركز وارهق دفاعات ميلان كثيرا، ليتمكن من احراز الهدف الاول لليفربول ويتسبب بركلة جزاء للفريق، ليتمكن تشابي ألونسو من تنفيذ الركلة بنجاح معلنا عن التعادل للريدز لتنتهي المباراة بنتيجة 3-3، في النهاية تمكن الريدز من تحقيق اللقب الخامس في دوري الابطال.
جيرارد يضيع لقب الدوري مرتين
- المرة الاولى التي اضاع فيها جيرارد لقب البريميرليج كانت عندما رفض جميع العروض المقدمة اليه للرحيل، ومن اهم هذه المحاولات ما فعله مورينيو عندما كان مدربا لنادي تشيلسي، حيث حاول ان يضم جيرارد، ولكن الاخير رفض واعلن ولائه المطلق للريدز، ربما لو رحل جيرارد الى البلوز كان يمكنه تحقيق لقب الدوري الضائع عن خزائنه.
- المرة الثانية في موسم 2014، حينها كان ليفربول متقدما على مانشستر سيتي بفارق نقطتين، وكان امامه مباراة مهمة امام تشيلسي، وقتها وصلت احدى الكرات الى جيرارد الذي تزحلق بعد محاولته ترويض الكرة، لتصل الى ديمبا با لاعب البوز، الذ سجل سجل هدف التقدم، وليخسر الريدز هذه المباراة وايضا يخسر السباق الطويل من الستي على اللقب الذي غاب عن خزائن النادي من عام 1990.
لا يوجد "كمال" في عالم المستديرة
ان لا تحقق بطولة مهمة طوال فترة لعبك فهذا لا يقلل من شأن لاعب كبير مثل جيرارد، فلو نظرنا الى حال الظاهرة البرازيلية رونالدو او النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، لوجدنا انهما لا يملكنا في خزائنهما لقب دوري ابطال اوروبا ربالرغم من الانجازات الكبيرة للاعبين، بالفعل "الكمال" غير موجود في عالم كرة القدم.
كلمة الوداع
قبل رحيل جيرارد عن ليفربول الى الدوري الامريكي، تحدث اللاعب عن عدم تمكنه من تحقيق لقب الدوري الانجليزي، حيث قال: "بالتأكيد ستبقى هناك حسرة كبيرة بالنسبة لي لعدم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أبداً، لا يوجد شيء يمكن أن أفعله حول هذا الموضوع الآن ومن المؤكد أن هذا الشعور سيكون بداخلي وأنا أرحل، ولكنني أحاول النظر للصورة الكاملة، يكفي انني لعبت مع فريق كبير اسمه ليفربول".
هل ينكسر السحر أخيرا بعد رحيل جيرارد؟
جماهير ليفربول تنتظر بفارغ الصبر الموسم المقبل للاجابة عن سؤال مهم، هل ينكسر سحر جيرارد ويتمكن الريدز من تحقيق لقب الدوري الانجليزي، ام ان الامور ستبقى كما هي حتى اشعار آخر؟.
ليفربول قام ببعض الصفقات المهمة ويملك مجموعة جيدة من الشبّان البارعين، فهل يحصد لقب البريميرليج بعيدا عن اسطورة الريدز جيرارد؟.
[email protected]