لا خَيرَ في دَمٍ نَزَفَ ومَا خَضَّبَ رؤوسَ آلعَوالي
ولا قيمةَ لعَلَمِ بلادٍ ما خفقَ في ذُرى آلجِبَالِ
هِمَمُ آلأبطال صُخُورُ آلقِلاَعِ واصَائِلِ النسوة حِسَانُ آلخِصَالِ
سِنانُ آلرُمحِ صيّادُ الصَّناديد ونصلُ آلسَّيفِ صرَّاعُ آلرِّجالِ
ما شبعَ الزِّيرُ دماً ولاَ ذِيابُ بْنُ غَانِمٍ وآلهِلالي
شتَّتُوا قَبائلَ العربِ فهامَت وَمَا عَرَفتْ الجنوبَ مِن آلشمالِ
عاشَتْ آلعبادُ بفقٍر مُدقعٍ وِسادةُ آلقومِ رُوَّادُ العلالي
ألهَوْا آلعربَ بحربٍ وغزوٍ فمَا إنتبهوا لحُكَّامِ آلضَّلالِ
جعلوا شعوَبهم تتضوَّرُ جوعاً ومخازنُ الزُّعماءِ تزخرُ بآلغِلالِ
شرِبوا آلخمرَ منْ فَم الزِقِّ ومَا ميَّزوا الحرام من الحلالِ
بطشوا وما لجمهُم عُرْفٌ وقلَّدوا في المشيِ دَرْجَ آلحِجالِ
ذلَّ العوزُ آلنفسَ وآلرُّوحَ في أرضِ بلقعٍ والرمالِ
كم قُطِعت رؤوسٌ بغير حقٍّ وكم زُهقت أرواحٌ بلا قتالِ
قطفَتْ السُيوفُ رؤوساً فجَّةً وما ميزَتْ آلعمامةَ من آلعِقالِ
عاشَ آلبدويُّ حياة عُسرٍ وما لبِسَ غيرَ آلخِرَقِ وآلسِّمالِ
أكلَ الشَّوكُ اقدامَ رجليهِ وكَمْ عانى منَ المرضِ آلعُضالِ
تأمّلَ الصَّحراءَ وسبَر غَورَها ورَزَجَ وشَعَرَ ما جاءَ بالبالِ
سامَرَ آلنجومَ وثعالبَ الصَّحراءِ مصباحُهُ الكَوكَبُ ونورُ آلهِلالِ
ومَن غَنِمَ لحماً كانَ لحْمَ ضَبٍّ ثعلَبٍ وسِرْحالٍ
[email protected]