- معلم السياقة ومحاضر التثقيف المروري وسام حداد: "الحوادث التي يتسبب بها الشبان تنبع من عدم اتباع أساليب الحيطة والحذر، بما فيها استعمال الهاتف النقال، والقيادة بتهور، واعتبار المركبة وسيلة للترفيه وليست وسيلة للتنقل
أكدت معطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، كما في الأعوام السابقة، أن حوادث الطرق تعتبر العامل الأول الذي يؤدي إلى وفيات الأولاد والأطفال حتى سن 18 عامًا، سواء كانوا عابري سبيل (أي حالات الدهس) أو ركابًا في سيارة كانت ضالعة في حادث طرق، وما إلى ذلك من حالات. وتعتبر نسبة الضحايا السنوية التي تُسجل بسبب حوادث الطرق عالية نسبيًا في البلاد، بما في ذلك النسبة في المجتمع العربي.
تأتي هذه الاستنتاجات من خلال البيانات السنوية التي تجمعها "بطيرم" عامًا تلو الآخر، والتي تؤكد أن حوادث الطرق تتصدر المرتبة الأولى في نسب الضحايا من الأولاد والأطفال حتى سن 17 عامًا. وكانت "بطيرم" قد رصدت مؤخرًا بيانات هامة ولافتة تتعلق بإصابات أبناء الشبيبة من السائقين الجدد، أي ممن بلغوا 17 عامًا من العمر، والذين أصيبوا بسبب حادث طرق أثناء قيادتهم السيارة، حيث أكدت البيانات أنه ما بين السنوات 2015 حتى 2024، توجه نحو 587 سائقًا جديدًا ممن أكملوا 17 عامًا من العمر إلى غرف الطوارئ والمستشفيات لتلقي العلاج نتيجة إصابتهم في حادث طرق كانوا ضالعين فيه كسائقين جدد لمركباتهم.
تعتبر المرحلة الأولى من فترة قيادة السيارة من قِبَل الشبان الحاصلين على رخصة القيادة حديثًا مرحلة هامة تحدد أسلوب القيادة لدى السائقين الجدد خلال السنوات القادمة، سواء أكان الحديث عن قيادة آمنة، أو قيادة أقل أمانًا قد تُعرِّض للخطر في بادئ الأمر السائق نفسه، ومن ثم الركاب في السيارة، والمسافرين في سائر السيارات على الشارع، وحتى عابري السبيل.
تحدث في هذا السياق أستاذ السياقة والمحاضر في موضوع التثقيف المروري الأستاذ وسام حداد، والذي يتمتع بخبرة تمتد إلى أكثر من 20 عامًا في مجال تعليم السياقة العملي والنظري على حد سواء. وقد أكد في حديثه من خلال عمله اليومي مع أبناء الشبيبة في مجال تعليم القيادة العملية وقال: "الشبان اليوم يتنافسون ويسارعون في الحصول على رخصة القيادة باكرًا، وما إن يبلغ عمر الشاب 16 عامًا ونصف، وهو السن المسموح به لبدء تعلم السياقة، حتى يتسابق هو وأصدقاؤه لبدء تعلم السياقة، ومن ثم التسابق في الحصول على الرخصة أولًا. بصفتي معلم سياقة طيلة سنوات عديدة، أرى أن أهم الأمور التي تؤدي لوقوع حوادث طرق لسائقين جدد من أبناء الشبيبة تنبع بالأساس من عدم اتباع أساليب الحيطة والحذر، خاصة فيما يتعلق باستعمال الهاتف النقال أثناء القيادة، إضافة إلى القيادة بسرعة وتهور، وعدم إعطاء حق الأولوية، واعتبار المركبة وسيلة للترفيه وليست وسيلة للتنقل. هذا كله يعكس بالأساس أسلوب التربية البيتية للسائق."
تطرق حداد إلى المهارات التي يعمل معلمو السياقة على تمريرها للسائقين الجدد من أبناء الشبيبة وقال: "لا بد أن لمعلم السياقة دورًا كبيرًا في إعداد سائق جديد، فهناك منهاج واضح للمواد التي يجب أن يتعلمها طالب السياقة من لحظة دخوله المركبة حتى مرحلة اجتياز امتحان القيادة العملي ليحصل على الرخصة. إضافة إلى ذلك، يشدد المعلم بشكل ملحوظ على ضرورة القيادة الهادئة وأخذ الحيطة والحذر وفحص ومعاينة كل ما يحدث على الشارع، وكيفية التصرف لأي حدث ممكن أن يتوقع مصادفته أثناء القيادة. فالمعلم هو أيضًا له دور أساسي كمرشد تربوي للطالب، يحاول التأثير على سلوكياته."
وفي حديثه عن دور الأهل في التأثير على الأبناء من حيث اتباع أساليب القيادة الآمنة، قال حداد في هذا السياق: "القانون اليوم يُلزم كل سائق جديد بوجود مرافق بجانبه أثناء القيادة لمدة 6 أشهر (أول ثلاثة أشهر في النهار والليل، والثلاثة أشهر التالية في القيادة الليلية). ففي هذه الفترة، جلوس الأهل إلى جانب ابنهم له دور كبير في إرشاده وإعطائه النصائح والإشراف لضمان التزام السائق بقوانين السير، ولا سيما احترام مستعملي الطريق من المشاة والمركبات الأخرى على الشارع."
وتحدث حداد أيضًا عن أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل حوادث السير بين فئة الشباب كما يراها من منظوره كمعلم سياقة ومحاضر في التثقيف المروري، حيث قال: "هناك الكثير من العوامل التي تساعد في تقليل حوادث السير. فقبل عدة أعوام، كان هناك مقترح لتغيير خطة تعليم السياقة، وقمنا نحن كمعلمي سياقة بالخضوع لعدة استكمالات في الموضوع، ولكن للأسف لم تُطبَّق الخطة. وجزء من هذه الخطة والذي برأيي ممكن أن يُقلل من حوادث السير هو التعليم النظري للسياقة للطلاب لفترة زمنية في كلية قبل البدء في التعليم العملي، ليُذوِّت الطالب بشكل أعمق قوانين السير وأهمية القيادة كوسيلة نقل والخطورة الكامنة فيها. أقترح أيضًا إجراء جولات إلزامية للمؤسسات التي تعالج مصابي حوادث السير ليكون عبرة للطلاب في المستقبل. وفي النهاية، لا سيما أن للوالدين الدور الأكبر في التقليل من الحوادث، فالتربية على تحمل المسؤولية واحترام القانون وتطبيقه تبدأ من البيت."
للمزيد من الأخبار المحلية والعالمية انضموا الى مجموعات الحمرا الإخبارية
قناة الواتس اب
https://whatsapp.com/channel/0029VaIQYOkDJ6H6OGOIBr3p
الفيسبوك
https://www.facebook.com/elhmranews/
قناة التيلجرام
https://t.me/newselhmra
[email protected]