وسط حضور لافت من المربيات والحاضنات من مختلف أنحاء المجتمع العربي، شهدت الكليَّة الأكاديمية العربية للتربية في حيفا مؤخرًا، وبرعاية رئاستها ومشاركة ممثلي وزارة التربية وباحثين في مجال الطفولة المبكرة وأعضاء من الطاقم الأكاديمي اليوم الدراسي الخاص حول دور المربيات في الحضانات وفترة الطفولة المبكرة تحت عنوان": المربيّة ودورها في تشكيل السنوات الحاسمة من حياة الطفل".

وكان اليوم الدراسي والذي تخللته سلسلة من الندوات والمحاضرات القيمة عرضت فيها أبحاث رائدة، قد افتتح بكلمة خاصة للرئيس العام للكليَّة المحامي زكي كمال، اكد فيها أهمية هذا اليوم الدراسي وكونه حلقة واحدة من سلسلة نشاطات متواصلة ودائمة تنفذها الكليَّة تشمل إضافة اليه، التأهيل الأكاديمي لمئات المربيات من المجتمعين العربي واليهودي في البلاد، ومؤتمرات أكاديمية  عديدة وأبحاث متقدمة ولقاءات مفتوحة مع طالبات وطلاب المدارس الثانوية المهتمين بدراسة تخصص الطفولة المبكرة بكافة جوانبه وتفرعاته، وذلك إيمانًا من الكليَّة بأمرين أولهما أهمية  التربية والرعاية المهنية والمدروسة التي يتلقاها الطفل في السنوات الأولى من عمره وهي تلك التي يحصل فيها على مهاراته اللغوية والاجتماعية ومهارات التواصل ، وثانيهما ضرورة النظر الى التربية في مختلف الأجيال على انها عملية واحدة متكاملة ، لا يمكن الفصل بين مراحلها وبالتالي لا بد من ان تستند هذه العملية الى أسس متينة ومدروسة تواكب العصر، وهذا ما تفعله الكليَّة تجسيدًا لراياتها الواضحة حول العلاقة التكاملية بين الأكاديميا والمجتمع.

وأضاف: "نثمن غاليًا كل أولئك اللواتي اخترن مهنة المربية فهن عماد عملية التربية الصحيحة وبأيديهن نودع ابناءنا امانة مهنية وإنسانية لا تقدر بثمن، واثقين من انهن اخترن مهنتهن مدركات لمعناها واهميتها ولأهمية دورهن ومن هنا جاء قرار الكلية بعقد سلسلة من الأيام الدراسية السنوية للمربيات اللواتي يدرسن ضمن دورات التأهيل التي تنظمها، لتوسيع مداركهن واطلاعهن على آخر الأبحاث والمستجدات سعيًا الى مواكبة العصر خاصة على ضوء تطوره العلمي والأكاديمي والتكنولوجي المتسارع الذي يحتم الاطلاع المستمر والمتابعة والتحديث التام".

من جهتها قالت البروفيسور رندة خير عباس رئيسة الكليَّة في كلمتها، إن سلسلة اللقاءات والمؤتمرات التي تنظمها الكلية في مجال الطفولة المبكرة ومجمل نشاطاتها الأكاديمية والتأهيلية في هذا المجال تعكس اهتمام الكلية بالمربيات والحاضنات ودورهن الهام والذي يستوجب اهتمامًا ومعرفة وتأهيلًا ممتازًا، نظرًا لأهمية الشريحة العمرية التي تهتم الحاضنات والمربيات بها، وهي الأطفال منذ الولادة وحتى نهاية فترة الطفولة المبكرة، وأضافت:" لم يكن اختيار عنوان المؤتمر صدفة او مبالغة بل انه يعكس رؤيتنا للسنوات الاولى من عمر وحياة الطفل، وهي السنوات التي يقضيها الطفل مع الحاضنات وتحت رعايتهن، ودورها كبيئة هامة ومثالية لخلق التفاعل الاجتماعي بين الأطفال وتعزيز القدرات التواصلية بينهم وتطوير الذكاء الاجتماعي وبداية صياغة وصقل شخصية الطفل ، وهي سنوات حاسمة تلعب فيها الحاضنة دورًا هامًا في تطوير مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية ومن هنا فهي تتطلب تأهيلًا صحيحًا  يمكِّن المربية من تأدية مهامها ودورها  على افضل وجه، وهذا هو القاسم المشترك بين كافة الموجودين هنا".

هذا وشمل اليوم الدراسي الذي ادارته وعملت على تنظيمه الدكتورة عبير قاسم رئيسة مساق الطفولة المبكرة في الكلية محاضرات قيمة قدمتها الدكتورة رلى فرح الباحثة في علم الدماغ حول السنوات الحاسمة في تطور الدماغ، والأستاذة شيرين بشناق المفتشة المسؤولة عن جيل الطفولة المبكرة في المجتمع العربية في وزارة التربية، إضافة الى فقرة مميزة حول أغاني الطفولة باعتبارها رحلة تبدأ من مراحل الحمل والولادة، للأستاذتين نائلة لبس ونبيلة أبو شقارة الخبيرتين في التربية الموسيقية.

تجدر الإشارة الى ان الكليَّة عازمة على تشجيع الحاضنات والمربيات على الالتحاق بالتعليم الاكاديمي للحصول على اللقب الأول(البكالوريوس) في التربية الخاصة، مع الالتزام بمواصلة عملهن كمربيات، وذلك عبر برنامج دراسي يتوافق ويتلاءم وعملهن، سعيًا الى مزيد من التأهيل ايمانًا منها بأن التربية في جيل الطفولة هي الأهم، بل انها الأساس لما بعدها.