بحضور مئات من المدعوين والضيوف من مختلف اطياف المجتمع العربي، شهد قصر الثقافة في الكليّة الأكاديمية العربية للتربية – حيفا، مساء الخميس العرض الاحتفالي الخاص لمسرحية" زيارة السيدة كلير".

وكان المحامي زكي كمال الرئيس العام للكليّة قد افتتح الأمسية الاحتفالية بكلمة خاصة اكد فيها ان عرض هذه المسرحية من تمثيل طلاب المسرح في الكليَّة وبمثل هذا الحضور اللافت يشكل الرد على كل من شكك في قابلية مجتمعنا لموضوع المسرح وفهمه التام لدور الفن عامة والمسرح الذي يعرض على خشبته وآداء ممثليه الواقع الذي نعيشه ويعالج القضايا الملحة بقالب فني شيق  ومحَفِّز يترك مساحة واسعة للحوار والنقاش والإبداع، الذي يساعد في إيصال الرسالة الى الجمهور بشكل مباشر ودون حواجز، وقال هذه المسرحية بموضوعها الهادف ومستواها الفني الراقي ورسالتها الجادة، بأن الإنسان يعيش في عسرٍ ويُسر، وأننا نؤمن ان مجتمعنا العربي كغيره وربما اكثر يقدر الفن الهادف والجاد والراقي، ويطمح الى وجود وإيجاد منصات ومؤسسات مسرحية وفنية تشكل ساحة ومساحة امام أصحاب المواهب والقدرات في الإبداع والتمثيل والإخراج والكتابة، وأن لنا كمؤسسة أكاديمية عربية عريقة ،الدور الهام في ذلك دون الاكتفاء بالتعليم الاكاديمي بل اعتبار الثقافة الحقيقية تمثل مزيجًا متكاملًا من المعرفة والعلم والحس الفني والتراث الأدبي المسرحي العريق ، وان رسالتنا من خلال المسرح هي ليس إعلاء شان الحركة الثقافية وزيادة الوعي والمعرفة فحسب، بل رفع الصوت الواضح والحاد ضد المظاهر السلبية والظلم والعنف، فالمسرح هو في كثير من الأحيان صوت من لا صوت لهم".

وأضاف:" نحن في الكلية قررنا عدم الإنتظار وعدم الاكتفاء بالإشارة الى تقصير المؤسسات الرسمية، بل عملنا من منطلق ايماننا ان اهل مكة ادرى بشعابها، وأن صاحب الألم من الأجدر به العمل على معالجته دون انتظار العلاج من الخارج، واقمنا قصر الثقافة الذي نريده بيتًا للفن بكافة جوانبه ونشاطاته يكون متاحًا لجميع المواطنين العرب واليهود في البلاد على حد سواء باعتبار الفن لغة يفهمها الجميع، كي يتم الحوار البنَّاء من اجل إيجاد السبل للحياة المشتركة والإثراء المتبادل بين الشعوب عبر نشر الثقافة الفنيَّة والمسرحية".

من جهتها اكدت البروفيسور رندة خير عباس رئيسة الكليَّة، أنّ هذا العرض المسرحي والجهد الإداري والاكاديمي والموارد المالية  التي بذلتها الكليّة ، في إقامة هذا القصر الثقافي من جهة، وإقامة وتفعيل مسار المسرح، إصرارها على ان تصبح بيتًا واسعًا يجمع بين جنباته الأكاديميا والفن والعلم والثقافة والإبداع ايمانًا منها ان التثقيف هو عملية متواصلة ومتعددة الجوانب وانه اذا ما تمت بشكل مدروس ومبدع تصب في مصلحة الإنسان أينما كان وأيًا كان، وان الكليَّة تؤكد عبر إقامة القصر الثقافي، وفق راية الرئيس العام للكليَّة المحامي زكي كمال ، أن المجتمع العربي يعتبر الفن سلعة رائجة وحاجة حياتية ضرورية وانه مجتمع يقدر الفن الراقي والهادف على اختلاف انواعه، وأضافت: "مسرحيتنا اليوم تسلط الضوء على قضية هامة هي الصراع بين القيم الاجتماعية السامية وبين الدوافع المالية والمادية وبين العنف والقيم الأخلاقية وهي بذلك تلامس واقعًا يعيشه مجتمعنا حيث يطغى العنف على القيم الإنسانية وبالتالي فهي تضع امام مجتمعنا مرآة لواقعه مؤكدة ان علينا واجب مكافحة هذه الظواهر وتقويم مسار المجتمع بأيدينا، وهذا واجبنا قبل غيرنا واكثر من غيرنا ".

يذكر ان المسرحية المذكورة هي واحد من اعمال الكاتب فريدريش دورينمات، ومن تمثيل طلاب السنتين الثانية والثالثة في فرع المسرح في الكلية، ربى أبو الهيجاء، سري شرُّش، فردوس أبو زيدان، محمد حسيني، ملك بريك، ناتالي قواسمي، نولا أبو حريري، هاجر أبو صالح وهادي سلامة وإخراج الممثلة سلوى نقارة، وتصميم الحركة من قبل حلا سالم، كما تولى صالح عزام الاستشارة الفنية واياس ناطور الإضاءة والصوت.