قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأن عددا من وسائل التواصل الاجتماعي نشرت يوم امس فيلما يوثق اقدام عدد من رجال الدين اليهودي (الحاخامات) على الاساءة للايمان والعقيدة المسيحية والتطاول بشكل مهين ومسيء على السيد المسيح وامه العذراء البتول (نعتذر عن نشر هذا الفيلم على صفحاتنا بسبب ما تضمنه من عبارات بذيئة).
وقال سيادته بأن هذه العنصرية والكراهية والتطاول على الرموز الدينية انما هي امر نرفضه جملة وتفصيلا .
ويبدو ان اولئك الذين شتموا وبصقوا على السيد المسيح وهو معلق على خشبة الصليب قبل اكثر من الفي عام لم يغيروا من عقليتهم وهم ذاتهم الذين يشتمونه ويبصقون عليه اليوم وانها المدرسة العنصرية ذاتها والتي نلمس وجودها وخاصة في القدس حيث يشتموننا ويبصقون علينا في شوارع القدس كما انهم يهينون الرموز الدينية المسيحية بشكل دائم ومستمر .
اننا هنا لا نريد التعميم فليس كل اليهود يقومون بأعمال من هذا النوع بل انها مدرسة عنصرية حاقدة فيها المستوطنين والحاخامات الذين يتبنون هذا الفكر العنصري الاقصائي ، وهنالك شريحة من اليهود التي ترفض هذه الافعال وهذه المواقف اللاحضارية واللانسانية .
وامام هذه الاساءات المستمرة والمتواصلة ما هو مطلوب من رؤساء الكنائس المسيحية في القدس كافة ومن كل الكنائس بأن يصدروا بيانا وموقفا واضحا رافضا لهذا التطاول على الايمان المسيحي والرموز الدينية المسيحية .
كما ويجب التفكير وبشكل جدي في مسألة التوجه الى القضاء لمساءلة ومحاسبة هؤلاء العنصريين على افعالهم فلا يجوز الصمت امام افعال من هذا النوع .
في المسيحية نحن ننادي دوما بالمحبة والمسامحة ولكن قيم المحبة والمسامحة في المسيحية لا تعني على الاطلاق الاستسلام للشر والقبول بالعنصرية بل يجب مقاومة هذه الشرور ورفضها بكافة الوسائل السلمية والحضارية التي تنسجم وقيمنا الروحية والانسانية والايمانية التي ننادي بها.
نعرف جيدا ان هنالك اختلافات عقائدية وايمانية جذرية بين الاديان الموجودة في هذا العالم سواء اليهودية او المسيحية او الاسلامية وغيرها ولا يجوز ان تتحول الاختلافات العقائدية والايمانية الى كراهية وعنصرية وتحريض وتطاول على الرموز الدينية.
يحق لكل مؤمن ومن اي ديانة كان ان يدافع عن ايمانه وعقيدته كما يريد ولكن لا يجوز الوقوع في المحظور وان يتحول الخطاب الديني الى خطاب كراهية وعنصرية لاننا نؤمن بأن الله محبة ومن نادى بالله وآمن به لا يجوز ان ينادي بالكراهية والبغضاء والعنصرية والطائفية .
اننا نرفض مظاهر العنصرية بكافة اشكالها والوانها وايا كانت الجهة التي تروج لها وهنالك في عالمنا اليوم بعضا ممن يلبسون ثوب الدين والدين منهم براء وبدلا من ان يكونوا ناشرين ومبشرين بقيم المحبة والخير والسلام والاخوة الانسانية نرى خطابهم مليئا بالبغضاء والكراهية والعنصرية .
انها مرحلة نحتاج فيها الى مزيد من الوعي والحكمة والرصانة والايمان القويم لكي نواجه هذه الشرور في عالمنا ولكي نقاوم مظاهر العنصرية والكراهية التي لا تنسجم ومبادئنا وقيمنا الانسانية والروحية .
نعيش في فترة حرب ويجب ان نصلي جميعا من اجل ان تتوقف الحرب ومن اجل سلام مبني على العدالة .
نصلي من اجل ان تتوقف الحرب في غزة وفي لبنان هذا النزيف الذي يؤلم كل انسان مؤمن عنده قيم اخلاقية او انسانية في هذا العالم .
[email protected]