تحدثت العناوين الرئيسية في غالبية الصحف الألمانية في صباح الخميس عن اقتراب يورجن كلوب، المدير الفني المنتهية ولايته خلال ساعات في بوروسيا دورتموند، من تولي قيادة ليفربول الموسم المقبل خلفًا لبرندان رودجرز المتوقع رحيله قريبًا.
وعلى الرغم من أن التقارير من قبل قد أشارت لراحة لموسم أو نصف موسم على الأقل لكلوب، إلا أن المدرب الألماني صاحب الـ 47 عامًا قد يوافق على عدم الراحة في سبيل تدريب ليفربول، مما يطرح سؤالًا هامًا، هل الريدز بيئة مناسبة له ويستطيع النجاح فيه أم لا؟.
الآمر الناهي.. تاج من لهب على رأس كلوب
من المعروف أن من يُدرب ليفربول يكون الآمر الناهي في النادي، هو من يقرر الصفقات ومن يعقد المباريات الودية ويقرر كل شيء تقريبًا، أما الإدارة فتكتفي بتنفيذ الطلبات من دون المناقشة أو التدخل حتى بأي رأي، وهذا كان له أصداء سلبية مؤخرًا مع رودجرز ومن قبل مع رافائيل بينتيز.
سياسة الآمر الناهي ستكون تاجًا من لهب وعبء إضافي على كلوب وليست ميزة، فهو لم يعمل بهذا الأسلوب من قبل، وسيكون تحدي قوي جدًا له ليثبت أنه قادر على إدارة النادي من كل الاتجاهات وليس فقط الفنية.
في دورتموند ومن قبلها ماينز اختلف الأمر
في بوروسيا دورتموند كان الأمر مختلفًا عن ما سيكون عليه في ليفربول، فالقرارات لا تؤخذ فردية من كلوب، بل تتخذ من خلال الثلاثي "كلوب، فاتسكه الرئيس التنفيذي وميشائيل تسورك المدير الرياضي"، ورأي الأغلبية هو ما يُعمل به.
وفي ماينز قبل ذلك، كان الأمر يؤخذ أيضًا بالمشاورة مع المدير الرياضي المميز كريستيان هايدل، فلم يأخذ كلوب إلا قرارات تعد على أصابع اليد الواحدة خلال وجوده في ماينز ودورتموند من تلقاء نفسه، المشاورة كانت الأسلوب الأول الذي يُطبق.
كلوب في حاجة لرئيس نادي قوي أو مدير رياضي مُخطط
من التجربتين اللتين خاضهما كلوب في عالم التدريب، سيُعرف أنه في حاجة على الأقل لرئيس نادي قوي أو على الأقل مدير رياضي له خطط بعيدة ويُعينه في الصفقات واتخاذ القرارات، وهذا الأمر غير متوفر في ليفربول، فآخر مدير كرة كان كومولي ولم يُعين بعده أحد، ولا يوجد رئيس قوي لليفربول كما هو معروف.
على الأقل إن كان كلوب قد تحول إلى ريال مدريد كان سيجد رئيس قوي كبيريز يعينه، فأخذ القرارات بصورة فردية ومن دون نقاش قد يكون له أضرارًا كبيرة، وأبسط مثال رودجرز الذي صرف الملايين وبدون أي نتيجة تذكر.
إن نظرنا إلى آخر تجربة ألمانية في الأراضي الإنجليزية "فيليكس ماجات في فولهام" فسنجد أنه عمل وحيدًا وكان الآمر الناهي، وفشل فشلًا ذريعًا، ورغم الاختلاف الكبير في شخصية ماجات وشخصية كلوب، ولكن يبقى التعود الدائم داخل ألمانيا على وجود مدير رياضي على الأقل.
تحدي كبير سينتظر كلوب إن تولى ليفربول وحده وأصبح "مديرا" وليس مدربًا فقط كما هو حاليًا ومن قبل في البوندسليجا، خصوصًا أن كل المدربين الألمان لم يقوموا بهذا المنصب من قبل واقتصر دورهم على الدور الفني.
[email protected]