التصبّغات التي تشمل تغييرات في لون البشرة وظهور البقع، هي ظاهرة مزعجة وقد تنتشر في مناطق متعددة من الوجه والجسم. مع مرور الوقت، قد تحدث تغييرات في لون البشرة بشكل تدريجي، تُعرف باسم "التصبّغات"، والتي قد تكون مزعجة لا سيّما من الناحية الجمالية، خصوصاً عندما تتعلّق ببشرة الوجه أو مناطق الجسم المكشوفة مثل اليدين والساقين. قد تظهر البقع الجلدية كنقاط صغيرة أو قد تغطّي مساحات كبيرة من البشرة، وتغيّر لونها إلى درجات من البني، الرمادي، الأحمر، وحتى الأسود. في بعض الحالات، قد تصاحب تغييرات لون الجلد آلام أو حكّة. يجب التنبيه إلى أن تغيير لون البشرة قد يكون في بعض الأحيان عارضا لمشكلة صحية أخرى، مما يستدعي تشخيصًا مهنيّا وأحيانًا علاجًا فوريًا.
ما هي التصبّغات ولماذا تحدث؟
يُحدّد لون الجلد بحسب كمية مادة "الميلانين" التي يتم إنتاجها بواسطة خلايا الجلد. إذا كانت تلك الخلايا غير معافاة أو تالفة، قد تنتج كميات مفرطة من الميلانين، مما يؤثّر على لون البشرة. هناك العديد من العوامل التي تساهم في ذلك، أبرزها العوامل الوراثية والتعرض المفرط للشمس. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر تغيّرات هرمونية (المرتبطة بسن المراهقة، الحمل، وانقطاع الطمث) وبعض الأمراض الجلدية مثل حبّ الشباب والجروح والحروق التي تضر بالبشرة، وبعض الأمراض الأخرى.
أنواع التصبغات
هناك ثلاثة أنواع شائعة من التصبّغات: النوع الأول هو الكلف، وهو حالة ناجمة عن تغييرات هرمونية وتسبب ظهور البقع في مناطق متعددة من الجسم، وخاصة في الوجه والبطن. الكلف هو اضطراب مكتسب شائع، ويظهر غالبًا لدى النساء. النوع الثاني هو بقع الشمس التي ترتبط بشكل مباشر بالتعرض المفرط لأشّعة الشمس وتنتشر في الدول المشمسة. تظهر هذه البقع غالبًا على الوجه واليدين. النوع الثالث هو التصبّغات التي تنتج عن إصابة أو التهاب في الجلد، مثل تلك التي تظهر بعد الإصابة بحبّ الشباب. يمكن أن تظهر التصبغات في أي عمر وعلى أي نوع أو لون جلد، ولكن كلما كانت البشرة أفتح، زادت احتمالية ظهور التصبغات.
نصائح لمنع التصبّغات الجلدية:
قبل البدء بعلاج التصبّغات، من المهم أيضًا تجنّب تطوّرها في المستقبل.
إليكم بعض النصائح الرئيسية التي ستساعدكم في ذلك:
· احرصوا دائمًا على حماية بشرتكم من أشعة الشمس. افعلوا ذلك في كل فصول السنة وحتى عندما يكون الجو غائمًا. من المهم وضع كريم واقٍ من الشمس بجودة عالية SPF 30 على الأقل، وبسخاء كل ساعتين إلى ثلاث ساعات على جميع المناطق المكشوفة. كما يجب ارتداء ملابس مناسبة والتعرض لأشعة الشمس فقط خارج الأوقات التي تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها.
· تجنّبوا استخدام أسرة التسمير، فهي ضارة للبشرة ولصحّتكم العامة.
· احرصوا على ترطيب البشرة بشكل مستمر من خلال شرب الماء على مدار اليوم، واتّباع نظام غذائي متوازن، واستخدام مستحضرات العناية المناسبة لنوع بشرتكم.
· اختاروا المنتجات التي تحتوي على فيتامين C ومضادات الأكسدة الأخرى التي تساعد في تفتيح البشرة والبقع الداكنة، سواء كانت كريمات مرطّبة، سيروم، أو أقنعة للوجه.
· علاجات البشرة مثل التقشير يمكن أن تساهم أيضًا في علاج التصبّغات عن طريق إزالة خلايا الجلد الميتة مما يسمح بتجديد البشرة وإشراقها. مع الانتباه إلى أن مستحضرات وعلاجات التقشير ليست مناسبة قبل التعرض للشمس ويجب استشارة مختصّ طبّي في هذا الشأن.
· تجنّبوا العبث بالبشرة أو لمسها دون داعٍ، حيث إن جرح البشرة قد يؤدّي إلى ظهور التصبغات. كجزء من روتين العناية بالبشرة، احرصوا على غسل اليدين قبل وضع المستحضرات على البشرة.
روتين العناية الصحيح وحماية البشرة من الأضرار البيئية هما سرّ الحفاظ على صحة البشرة.
روتين عناية صحيح ومدروس، إلى جانب حماية البشرة من التعرّض لأشعة الشمس والأضرار البيئية المحيطة، يمكن أن يساعد بشكل كبير في الحفاظ على لون البشرة الأصلي والسماح لنا بالاستمتاع ببشرة ناعمة، مرنة وحيوية. إذا كنتم تعانون من التصبّغات، تذكّروا أن الحالة قابلة للعلاج وفي الغالب يمكن إصلاحها. ولكن أحيانًا قد يتطلب العلاج وقتًا طويلًا، لذا من المهم التحلّي بالصبر. حتى بعد تحقيق النتائج المرجوة، احرصوا على الحفاظ على بشرتكم.
[email protected]