ادعى إعلام عبري رسمي، الجمعة، أن إسرائيل تستعد للإعلان قريبًا عن "هزيمة" كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة، تزامنًا مع إمكانية توسيع الحملة العسكرية ضد حزب الله في جنوب لبنان. يأتي ذلك رغم مواصلة الفصائل الفلسطينية عمليات تصديها لتوغلات قوات الجيش، ورغم اعتراف رئيس مجلس الأمن القومي في إسرائيل تساحي هنغبي، في مايو/ أيار الماضي، بالإخفاق في تحقيق كل أهداف الحرب، بما يشمل إعادة الأسرى، أو القضاء على حركة حماس، أو إعادة المستوطنين إلى منازلهم بأمان في مستوطنات الجنوب.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية إنّ "تل أبيب تستعد للإعلان قريبًا عن هزيمة كتائب القسام في غزة، ومن ثم إمكانية توسيع الحملة العسكرية ضد حزب الله". وأشارت إلى أنه "مع انتهاء النشاط العسكري في مدينة رفح جنوبي غزة، سيواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملياته داخل القطاع بطرق مختلفة، في ما يُعرَف بالمرحلة الثالثة من القتال"، دون تقديم توضيحات أخرى بالخصوص.
والاثنين الماضي، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ اثنتين من كتائب رفح الأربع التابعة لكتائب القسام على "وشك الانهيار"، فيما الكتيبتان الأخريان "كفاءتهما متوسطة". فيما أقرّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الأربعاء، بأنه "لا توجد إمكانية حقيقية" لتدمير حماس، قائلاً إن "مسألة تدمير المنظمة الفلسطينية أو جعلها تختفي مجرد ذرّ الرماد في عيون الجمهور".
وبحسب قوله، فإن "السبيل الوحيد لإضعاف حماس، تشكيل حكومة جديدة في القطاع". وردّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على كلام هاغاري، قائلاً: "لقد حددت الحكومة السياسية الأمنية برئاستي تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس كأحد أهداف الحرب، والجيش الإسرائيلي ملتزم بالطبع هذا الأمر". وفي مقابلة صحافية نُشرت الجمعة، زعم نتنياهو أن "نسبة الضحايا المدنيين إلى القتلى المسلحين في غزة تبلغ واحداً إلى واحد تقريباً، وهي أدنى نسبة في حروب المدن الحديثة"، فيما ردت حركة حماس على هذه التصريحات بالقول إنها "كاذبة واستخفاف بالرأي العام العالمي"، مشيرة إلى أن غالبية ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هم من النساء والأطفال، وذلك وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، وتقارير جهات أممية وحقوقية دولية.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وضع نتنياهو "تدمير حماس" أحد أهداف الحرب، رغم تشكيك العديد من المحللين العسكريين والمراقبين الإسرائيليين في إمكانية تحقيق ذلك. وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تحظى بدعم أميركي مطلق، أكثر من 123 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين، فضلاً عن تدمير غالبية المنشآت والبنى التحتية، وتحويل القطاع إلى أرض قاحلة.
[email protected]