استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا كنسيا من كندا والذين وصلوا الى مدينة القدس في هذا الموسم الفصحي المبارك حيث استقبلهم سيادته اولا في كنيسة القيامة متحدثا عن مكانة هذا المكان المقدس والذي يعتبر القبلة الاولى والوحيدة للمسيحيين كافة في مشارق الارض ومغاربها .
القدس مدينة ايماننا وانتماءنا وحاضنة اهم مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا، والقدس مدينة تختلف عن اية مدينة اخرى في هذا العالم فلها خصوصيتها وفرادتها انها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي المدينة التي من المفترض ان تكون مدينة للسلام ولكن واقعها اليوم لا يشير الى ذلك بسبب غياب العدالة وبسبب السياسات العنصرية التي يتعرض لها الفلسطينيون في مقدساتهم واحيائهم .
الكثيرون في هذا العالم يتحدثون عن السلام وقد اضحت كلمة السلام شعارا يتغنى به البعض في عالمنا ولكن اين نحن من السلام بغياب العدالة وكيف يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي مع هذا الكم الهائل من المظالم التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته لاسيما الحرب التدميرية الممنهجة والتي تستهدف اهلنا في غزة والتي ادت الى كثير من الدماء والدمار والخراب والالام والاحزان في القطاع المنكوب والمكلوم .
ان اولئك الذين يتحدثون عن السلام يجب ان يتحدثوا اولا عن العدالة وانتم تلاحظون هذا المد العنصري داخل اسرائيل وفي حكومتها حيث ان هنالك اشخاصا يتبنون خطابا فاشيا عنصريا همجيا يجب ان يرفضه الاحرار في مشارق الارض ومغاربها.
ما يحدث في غزة وفي الضفة الغربية وما يحدث في القدس انما يشير الى ان السياسة الاسرائيلية الممنهجة بحق شعبنا هي سياسة عدوانية عنصرية لا توحي ان هنالك سلاما قريبا لا بل نحن بعيدون كل البعد عن السلام لا سيما ان الاحتلال يزداد شراسة وعدوانية واستهدافا لابناء شعبنا الفلسطيني .
لقد قلنا مرارا وتكرارا اننا مع السلام ولكن السلام شيء والاستسلام شيء اخر وما تريده اسرائيل من الفلسطينيين انما هو الاستسلام والفلسطينيون يقولون بأننا لن نستسلم ولن نتراجع قيد انملة عن ثوابتنا ومواقفنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة والقضية الفلسطينية التي هي قضيتنا جميعا .
ففي الوقت الذي فيه نرحب بكم نتمنى ان تنقولوا الى جميع الكنائس في العالم ما يحدث في فلسطين وما يحدث بالقدس بشكل خاص ، كونوا سفراء لانبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
الفلسطينيون يحق لهم ان يعيشوا بحرية في وطنهم مثل باقي شعوب العالم وما يتعرض له الفلسطينيون من مظالم انما هي وصمة عار في جبين الانسانية .
أما في هذه الايام الحزينة والعصيبة فمطلبنا الاول والاخير والوحيد هو ان تتوقف هذه الحرب وان يتوقف هذا النزيف الذي حصد ارواح عشرات الالاف من الابرياء وخاصة المدنيين وشريحة الاطفال .
اوقفوا الحرب حقنا للدماء ووقفا للدمار .
رافق سيادته الوفد في جولة داخل القدس القديمة حيث قدم لهم تقريرا تفصيليا حول احوال مدينة القدس مجيبا على عدد من الاسئلة والاستفسارات .
[email protected]