شرع بنيامين نتانياهو بعرض حكومته على الهواء امام الكنيست الاسرائيلي ، بعد طول عناء ومفاوضات داخلية اسفرت عن مراضاة سلفان شالوم كنائب لرئيس الوزراء وخروج الليكودي جلعاد اردان - وهو اكبر حليف لنتنياهو منذ عام 96 - من يتابع قنوات التلفزة الاسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الاخبار هذه الساعات يعرف كيف فقد نتانياهو هيبة الحكومة الرابعة قبل تشكيلها، فقد خرج قادة الليكود على شاشات التلفزة يطلبون الحقائب الوزراية بطريقة ممجوجة ومعيبة دون اي برنامج سياسي ولا اخلاقي، بل وصل الامر بالمتطرفة ميري ريجيف ان قالت للقناة الثانية : اذا كان منصب وزير يتطلب ان اعيد التفكير في تصريحاتي فإنني من الان فصاعدا سأنتقي كلماتي بحرص. وهنا قالت لها المذيعة : ولكنك قبل عام قلتي انا عضو برلمان واقول ما اريد ولا اخشى احد.
اما سلفان شالوم فقال لنتانياهو : اما وزارة الخارجية واما اخرج ( وباللغة العبرية اور هخوتس او بخوتس ) في اشارة الى مدى الضغط النفسي الذي يعيشه نتانياهو منذ 8 اسابيع متواصلة، وفي نفس الوقت يطلب أردان وزارة الدفاع الى جانب الامن الداخلي، والوحيد الذي لم يحقق طلبه هو الليكودي العربي الدرزي ايوب قرة الذي هدد بعدم التصويت اذا لم يحصل على حقيبة وزارية ولكن نتانياهو اقنعه بالتنازل لوكيل وزارة ثم لا شئ ، وحين ساله الصحفيون اليوم عن وزارته قال انه مريض ويجب ان يجري فحوصات طبية في مشفى هداسا ما اعتبر نكتة مضحكة على تغريدات تويتر باللغة العبرية .وهكذا.
المحللون السياسيون ذهلوا من ان نتانياهو قد يصمد في حكومة تتعثر قبل اعلانها ولا تملك سوى 61 مقعدا، ويبدو ان لعنة افيغدور ليبرمان ورفضه الدخول في الائتلاف الحكومي أسعدت المستوزرين في الليكود ولكنها اتعست نتانياهو وزرعت الهم في قلبه.
اما نساء الليكود فكن اكثر شراسة واستماتة على الحقائب الوزارية لدرجة انهن خرجن يصرخن على شاشات التلفزة من شدة الرغبة، واولهن المتطرفة ميري ريجيف التي وصفها احد المثقفين اليهود بأنها بهيمة ولا تصلح لوزارة الثقافة، كما ان نتانياهو الذي فقد سيطرته منحها وزارة الرياضة ايضا ما يعني ان اولى معاركها القادمة ستكون مع الرياضة الفلسطينية في ساحات الفيفا. وهي نفس المرأة التي دعت لقتل الامهات الفلسطينيات ووصفت السودانيين المهاجرين بانهم مثل السرطان !!!!
ايلات شكيد متطرفة اخرى منحها نتانياهو وزارة القضاء ما جعلها اضحوكة مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العبرية، بل ان بعض خبراء القضاء اعتبروا الامر اهانة وضيعة في وجه القضاء الاسرائيلي.
وحتى رئيس الوزراء السابق ايهود باراك خرج على التلفزيون وقال للمشاهدين انه لا احد يعرف كم ستصمد هذه الحكومة، وأسدى النصح لنتانياهو ان يتناول المملف الايراني وراء ابواب مغلقة وليس امام المايكروفونات، كما نصح بالعمل من اجل تسوية سياسية اقليمية ولكنه حذّر ان ذلك لن يتم دون ايلاء الجهد والاعتبار اللازمين للقضية الفلسطينية.
من جانبها تسفي ليفني قالت انها ستبقى محاربة في صفوف المعارضة ... ويشكك المحلل السياسي امنون ابراموفيتش اذا تصمد هذه الحكومة حتى ديسمبر القادم. بل اوعتبر ان مقتل الحكومة وفشلها سيكون عند موشيه كحلون الذي سيفشل في وزاراته ويفشل نتانياهو الذي فقد سيطرته على جماعة الليكود المستوزرين.
من جهة اخرى كانت زوجات وعائلات الوزراء الجدد حضروا الى الكنيست الساعة الرابعة عصرا من اجل مشاهدة اقرباءهم وهم يقسمون يمين الوزارة، ولكنهم انتظروا وانتظروا حتى صارت الساعة التاسعة، وتقول قناة الكنيست ان نتانياهو طلب تمديدا ثالثا حتى الساعة العاشرة ليلا.
النواب العرب رفضوا ان يكون التصويت على الحكومة يوم الجمعة غدا باعتبار انه يوم مقدس لصلاة المسلمين، ما يعني ان نتانياهو سيضطر للانتظار حتى الاحد اذا وافقت ادارة الكنيست على طلب النواب العرب.
[email protected]