ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الكونسرتيوم المشكل بين مجموعة ديليك الإسرائيلية، ونوبل إنرجى - المختصة باستخراج الغاز الطبيعي، من حقل تمار في البحر المتوسط - يُجرَى محادثات مبدئية بشأن صفقة كبرى لتصدير الغاز الإسرائيلي لمصر. وكان الكونسرتيوم نفسه قد وقع صفقة، أمس الأربعاء (19/2/2014م)، مع الأردن لإمدادها بالغاز الطبيعي، من حقل تمار الإسرائيلي مقابل نصف مليار دولار تقريبًا، حيث عقدت شركتا البوتاس العربية "بوتاش" وشركة "برومين الأردن"، اتفاقية تصدير غاز طبيعى أولي يتم بناء عليها نقل الغاز من حقل تمار فى البحر الأبيض المتوسط إلى مصانع الشركتين الأردنيتين المتواجدتين فى منطقة البحر الميت. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن كلًا من مصر والأردن يمثلان جيران عرب ذوى أهمية استراتيجية، حيث ترغب حكوماتهما في الوصول إلى مصادر رخيصة من الطاقة، ولكن عليهم أولًا التعامل مع الرأي العام الذي يعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال عودين إران - السفير الإسرائيلي الأسبق لدى الأردن، والزميل بمعهد دراسات الأمن القومى: "بالنظر إلى الوضع السياسي المتفجر بالمنطقة فحقيقة أن دولتين متجاورتين يمكن أن تدخل في هذا النوع من الشراكة، أمر مهم لبناء الثقة بين كِلا الجانبين". ووفقًا لمسؤولين مصريين، فإن الصفقة المحتملة مع مصر تنطوي على تصدير ما يصل إلى 8 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا من حقل تنين، بحيث يتم نقل الغاز الطبيعي المسال المقبل من منشآت مجموعة بي جي البريطانية في شمال مصر عبر خط أنابيب تحت الماء أو خط عسقلان في العريش. وتقول الصحيفة: إن استيراد الغاز من إسرائيل هو خيار أرخص لمصر، التي يطغى عليها الطلب المحلي، وباتت غير قادرة على تلبية التزامات التصدير الخارجية، وكشف مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه، عن أن المحادثات الخاصة بالصفقة مستمرة منذ أغسطس الماضي، وأن هناك عددًا، من الخيارات على الطاولة، لكن استخدام منشآت "بي جي"، هو الخيار الأفضل في الوقت الحالي، وسوف يحل مشكلة الجميع. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مصدر مطلع من الكونسرتيوم الإسرائيلي المسؤول عن عملية استخراج الغاز، قول: "إن الاتفاق مع مصر ليس من المرجح إتمامه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع الصيف المقبل". وتشير وول ستريت جورنال، إلى أن مثل هذه الصفقة هي على نقيض ما كان يجرى السنوات السابقة، عندما كانت مصر تصدر الغاز لإسرائيل، الصفقة التي أثارت الكثير من الانتقادات القاسية في مصر، وتم تقويضها أخيرًا عبر هجمات المسلحين المتكررة على خط الأنابيب في سيناء.
|
[email protected]