مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ 40، صعد الجيش الإسرائيلي من عدوانه على المستشفيات في غزة، واقتحم بقوات معززة والدبابات فجر اليوم الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، فيما تتواصل الاشتباكات والمعارك الضارية في محاور التوغل البري.
يأتي ذلك، فيما واصل الطيران الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة في القطاع، والتي استهدفت المناطق المأهولة والمنازل على رؤوس قاطنيها، وخلفت الغارات عشرات الجرحى والإصابات في صفوف النازحين والمدنيين.
وصعد الجيش الاسرائيلي عدوانه في مختلف أنحاء القطاع، وشن غاراته على منازل المواطنين، ليواصل تعداد القتلى والجرحى بالتصاعد، في ظل انعدام الخدمات الطبية في معظم مستشفيات القطاع.
وارتفعت حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من 11500 قتيل بينما الجرحى إلى أكثر من 29 ألفا، وذلك في وقت تتواصل غارات الجيش الاسرائيلي على مناطق مأهولة في أنحاء القطاع.
وتشهد مناطق مختلفة في شمال غزة معارك واشتباكات ضارية في محاور التوغل، في وقت، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47، كما يرتفع عدد القتلى إلى 368 عسكريا و59 شرطيا منذ بدء "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الأول الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية (بين الثلاثاء والأربعاء)، إن " قوات الجيش الإسرائيلي تقوم بعمليات ضد حماس في "جزء معين" من مستشفى الشفاء في مدينة غزة". وأوضح قائلا ان " العملية مبنية على معلومات استخباراتية وضرورة عملياتية".
وفي حديث لـ"سي إن إن"، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الانجليزية بان "القوات الاسرائيلية دخلت مستشفى الشفاء بمهمة وربما تنجح في الوصول إلى مكان تهزم فيه حركة حماس وتطلق سراح الأسرى الإسرائيليين". وأضاف: "نحن لا نقوم بمداهمة المستشفى، ولكننا نركز على مكان محدد".
وقال الجيش الإسرائيلي بأن "العملية لا تستهدف المرضى والطاقم الطبي والمدنيين المقيمين في المستشفى، وسبق العملية جهود لإخلاء المستشفى من المرضى والنازحين شملت أيضًا فتح محور تنقل خاص من داخله. كما تم ابلاغ مديرية المستشفى مسبقًا عن توقيف الدخول الى المجمع".
وتابع : "في مرحلة لاحقة من العملية يتوقع نقل حاضنات الى المستشفى بالاضافة الى عتاد طبي وتركيبات حليب الرضع".
وأضاف الجيش الاسرائيلي بأن "القوات التي اقتحمت المستشفى تضم فرقا طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة للاستعداد لهذه البيئة المعقدة والحساسة بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين". بحسب الجيش الاسرائيلي.
من جانبه ، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للجزيرة، في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتنا بشكل رسمي نيتها اقتحام مجمع الشفاء في الدقائق المقبلة".
وأضاف : "الدبابات الإسرائيلية موجودة على أبواب مجمع الشفاء الطبي. نحن الآن في دائرة الموت جراء القصف، والحصار من قبل الاحتلال لمجمع الشفاء. نناشد كافة الدول للتحرك العاجل من أجل إنقاذ المرضى داخل مجمع الشفاء".
وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة إن "اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي جريمة حرب".
وأضاف الثوابتة أن "اسرائيل ستفشل في إثبات أن مستشفى الشفاء هو مقر لقيادة المقاومة".
من جانبها ، اتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، "قوات الجيش الاسرائيلي بارتكاب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى بحصارها وقصفها لمجمع الشفاء الطبي في غزة".
وحمّلت "الجيش الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي"، وحذرت "من النتائج الكارثية لاقتحام المجمع الطبي".
وتصاعدت الدعوات لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الأيام الماضية على مستوى العالم، وأصبح مصير مستشفى الشفاء مثار قلق دولي بسبب تدهور الأوضاع فيه. وتقول إسرائيل إن "حماس لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء"، وهو الأكبر في غزة، "وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن".
من جانبها، قالت حماس في بيان : "ندين بشدة ونرفض تصريحات البنتاغون والبيت الأبيض التي يتبنّون فيها أكاذيب إسرائيل حول استخدام الحركة الفلسطينية العديد من مستشفيات القطاع لغايات عسكرية في انتهاك للقانون الدولي". وأضافت أنّها تعتبر هذه التصريحات "بمثابة ضوء أخضر أميركي لارتكاب الجيش الاسرائيلي لمزيد من المجازر بحقّ المستشفيات بهدف تدمير القطاع الصحي والضغط على شعبنا لتهجيره من أرضه".
[email protected]