"اجتماع شجاع كونه يأتي تحديا للأجواء الفاشية وللقمع السلطوي لأي صوت يطالب بإنهاء الحرب وايقاف الخطط الاسرائيلي باخلاء غزة من أهلها"
عقد الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الخميس المنصرم، اجتماعا شعبيا طارئا في مدينة سخنين، ووفقا للدعوة له فقد جاء هذا الاجتماع "لتصعيد النضال، بمسؤولية ورغم أنف السلطات، ضد استمرار الحرب والمخطط الإجرامي بتهجير غزة من أهلها وضد الملاحقة السياسية والبوليسية لمناهضي الحرب."
وكان قد شارك في الاجتماع عدد كبير من نشطاء وقياديي الحزب الشيوعي والجبهة إلى جانب الحضور الشبابي الكبير من قبل أعضاء الشبيبة الشيوعية والجبهات الطلابية.
تحدث في الاجتماع الرفاق: أعضاء الكنيست الجبهويون: أيمن عودة، عايدة توما ويوسف العطاونة، إلى جانب الأمين العام للحزب الشيوعي، عادل عامر، رئيس الجبهة، عصام مخول، وعضو اللجنة المركزية للحزب والقيادي في جبهة تل أبيب، عمري عبرون ورئيس بلدية سخنين، صفوت أبو ريا.
كما برز بين الحاضرين رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، ورئيس بلدية عرابة وسكرتير اللجنة القطرية للرؤساء العرب، عمر واكد نصار، ورئيس مجلس كفر ياسيف المحلي، شادي شويري.
سخنين وشعبنا على العهد
افتتح الاجتماع وتولى عرافته، سكرتير الجبهة، أمجد شبيطة، الذي قال: "يأتي الاجتماع الشعبي الطارئ للمطالبة بإيقاف الحرب فورا ووضع حد للمجازر التي ينفذها الاحتلال في غزة، وإخراج المدنيين كلهم من دائرة الدم ولإبرام صفقة لتبادل الأسرى، الرهائن والمخطوفين، ولإسقاط المخططات التي تجاهر بها السلطات الاسرائيلية لشن عدوان بري وفرض التهجير القسري على الأهل في غزة. كما يأتي الاجتماع احتجاجا على الملاحقات السياسية والاعتقالات والتعامل السلطوي بيد من حديد لقمع أي صوت مناهض للاحتلال وجرائمه."
ثم قدم أبو ريا، كلمة باسم البلد المضيف، مؤكدا أن سخنين باقية على العهد مهدا للنشاطات الوطنية.
قوة النضال الفلسطيني تكمن بتفوقه الأخلاقي وعدالته
الكلمة السياسية الأولى كانت للرفيق عادل عامر، الأمين العام للحزب الشيوعي، الذي قال في كلمته: "لا يمكن وممنوع تفسير او الدفاع عن قتل الاطفال والمدنيين والنساء والعجز في غلاف غزة وفي غزة. هذا الموقف نابع من انسانيتنا من موقفنا السياسي والفكري والأيديولوجي - إننا نضع الانسان كل انسان، قيمته تطوره الروحي والمادي في صلب فكرنا وممنوع ان نسمح لكائن من كان بالمس بأخلاقيات النضال الفلسطيني لان مصداقية وعدالة هذه القضية مستمدة من أخلاقيتها".
وأضاف: "ولكن يبقى الدم الذي يسفك في كل مكان سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي غلاف غزة سببه الاحتلال. منذ 75 عاما والآلة العسكرية الاسرائيلية تعمل بوحشية وقد فشلت المرة تلو الاخرى في القضاء على الشعب الفلسطيني، فشلت في القضاء على روحه وفي القضاء حقه وحلمه في التحرر واقامة دولته".
الفاشية بحاجة إلى هذه الحرب
وقال الرفيق عصام مخول، رئيس الجبهة، في كلمته: "هذه الحرب هي محاولة لتخليص الاحتلال من غزة بدلاً من تخليص غزة من الاحتلال. هناك من يعتقد أن بمقدوره أن يخلص الاحتلال من عبئ الشعب الفلسطيني، أنه يستطيع انجاز مشروع الترانسفير، ونحن نصر اننا نريد تخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال وتحرره وإقامة دولته المستقلة.
وأضاف: "نحن حددنا قبل هذه الحرب الاجرامية أن الفاشية لن تبقى أمرًا داخليًا على الساحة الإسرائيلية، الفاشية بطبيعتها بحاجة إلى الحرب من أجل أن تعمق قمعها للحريات الديموقراطية. والحرب بالضرورة تنتج تعميق الفاشية وتعميق الهجمة الفاشية، فلذلك معركتنا ضد الحرب هي معركتنا ضد الفاشية ومعركتنا ضد الفاشية هي معركتنا ضد الحرب. هذه الحرب ستنتهي بفشل كبير، ستنتهي بسقوطين مدويين، سقوط حكومة نتنياهو- غانتس في إسرائيل، وسقوط الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن، هذه الحرب".
نعتز بشراكتنا الأممية وبتمسكنا بالعدالة والسلام
الرفيق عمري عبرون، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والقيادي في جبهة تل أبيب، حيا الاجتماع لأهميته في هذه الظروف بالذات: "نحن متمسكون بخيار العدالة والسلام. دوما قلنا أن الاحتلال سيء للشعبين وأن شعبا يحتل شعبا آخرا لن يحظى أبدا بالحرية والأمن.
"نتنياهو هو من حاول أن يقنع الجمهور بأنه بالإمكان إدارة الصراع وعقد صفقات السلام مع ملوك النفط وتجاهل الشعب الفلسطيني- وهو المسؤول عن هذا التدهور الخطير."
نتحدى الحكم العسكري
النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير في كلمته: "هذا الاجتماع جاء لكسر مؤامرة الصمت وليتحدى الحكم العسكري بأننا لسنا دفيئة محمية أو دواجن وإنما نحن جزء من الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. كنا الوحيدين الذين صوتوا ضد حكومة الحرب، وكنا أول من خرج إلى الشوارع ضد الحرب ويأتي الآن هذا الاجتماع الشعبي الشجاع. القضية الفلسطينية أسقطت كل حكومات اسرائيل وستسقط هذه الحكومة. لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية".
وأضاف: "وبذات الوقت نحذّر بأن الفاشيين الذين أرادوا السيطرة على الدولة العميقة كي تصبح فاشية ويغلقون ملفات التاريخية، فبهذه الايام الدولة العميقة تتصرّف كذيل للجيش، وأساطين الفاشية يعملون على تمرير سياساتهم في الضفة ويحاولون في غزة وبين الجماهير العربية الفلسطينية. تجمّعت الاسباب من أجل أن تمضي المسيرة، بعد انهاء الحرب، إلى ما لا بدّ منه وهو إقامة الدولة الفلسطينية".
صمودا أيها الناس الذين نحبهم
وقالت النائبة عايدة توما-سليمان في كلمتها: " اليوم نلتقي لنكسر جدار الصمت والترهيب والتخويف ومحاولات التدجين. نلتقي أولا وقبل كل شيء لنقول: نعم أوقفوا هذه الحرب المسعورة، ألجموا قطعان الفاشية، ولكن أيضا لنقول بوضوح اصمدوا أيها الذين نحبهم، أهلنا في عزة أطفال غزة وما تبقى من أطفال غزة لن تنجح الآلة العسكرية مهما كانت تقمع أن تنتصر على إرادة شعب يريد الحياة,واهلنا في غزة يريدون الحياة".
وأضافت: "أريد أن أبعث برسالة الى مفتش عام الشرطة " كوبي شبتاي"، نقول له بصوت عال: أيها الفاشل، أيها المجرم يا من اتهمتنا بأن ثقافتنا هي ثقافة قتل، تصريحاتك الأخيرة تدل على أنك أنت تحمل فكر القتل في داخلك وانك انت العنصري والفاشي ولن ترهب أي منا، اذا كنت ذكيا فكنت تتذاكى على عصابات الاجرام وليس على شبابنا وصبايانا، وليس على حرية التعبير خاصتنا. بن غفير يريد ان يوسع السجون, هكذا جاء بقانون على الكنيست، نقول له مهما وسعت من السجون، لن تستطيع استيعاب أصحاب الفكر الحر الوطني الذي سوف يسمع صوتهم في الأيام القادمة".
إنها النكبة المستمرة في غزة وفي النقب
من جهته، قال النائب يوسف العطاونة: "موقفنا تاريخي ومبدئي ضد الحرب وضد سفك الدماء ولا نفرق بين دم ودم والنقب دفع ثمنا باهظاً في هذه الحرب، وهو في ظل هذه الحرب وقبلها يعاني من مخططات التهجير والترانسفير، وهذه الحكومة الفاشية التي تشن الآن حرب على غزة هي الحكومة التي تصعد مخططات التهجير ضد أهلنا في النقب. إنها النكبة المستمرة في غزة وفي النقب".
ولفت العطاونة الإنتباه إلى النسب العالية من أهالي غزة الذين هاجروا أصلا من النقب خلال النكبة كما سلط الأضواء على الثمن الباهظ الذي يدفعه سكان القرى مسلوبة الاعتراف، جراء سياسات السلطات التي تحرمهم أبسط مقومات الحياة بمن فيها الملاجئ وصفارات الانذار.
مستمرون بالتصعيد الشعبي
وأعلن شبيطة عن إنهاء الاجتماع مؤكدا أن الجبهة والحزب الشيوعي سيعلنان قريبا عن نشاطات أخرى لتصعيد النضال ضد الحرب والملاحقة، سواء كان بنشاطات أخرى يقومان عليها أو تحت مظلة لجنة المتابعة إلى جانب تلك التي ستقام في أطر عربية يهودية مشتركة.
[email protected]