نظّم حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني ندوة وطنية على شرف الذكرى 23 لهبة القدس والأقصى، مساء الجمعة 29-9-2023 ، في مدينة قلنسوة، حيث افتتح عريف الندوة المحامي زاهي نجيدات عضو الحزب الندوة بطلب من الحضور قراءة الفاتحة على أرواح شهداء هبة القدس والأقصى خاصة، وشهداء شعبنا الفلسطيني عامة.
وكانت المداخلة الأولى للسيد إبراهيم صيام والد الشهيد أحمد صيام ورئيس لجنة ذوي شهداء هبة القدس والأقصى حيث عبّر عن سعادته بتنظيم الندوة وعلى الدفعة المعنوية التي يشعر بها ذوو الشهداء بمثل هذه الفعاليات قائلًا "تحية عطرة من شهداء الهبة" معدّدًا اسماءهم ال13 واحدًا واحدًا" وجاء من ضمن كلمته:- " ونحن مع مرور هذه الأيام علينا، واشتداد العنصرية الإسرائيلية نحو أهلنا في كل مكان، فإننا لا ننسى تصاعد وتيرة العنف والجريمة في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني، وإنه لواقع مؤلم مرير أن نرى سفك هذه الدماء البريئة في كل يوم وفي كل حين، على مرأى شرطة إسرائيل وحكومتها الظالمة التي تتجاهل دماءنا وتتركنا نواجه هذه الجريمة المنظمة دون رادع او عقاب. ونحن ليس لنا سوى الدعاء أن يرفع الله عنا هذا البلاء، ويزيح هذه الغمّة عن مجتمعنا ويصلح أحوالنا."
ثم كانت المداخلة الثانية بعنوان" الجريمة بين الهبة والنكبة" للمحاضر الجامعي الدكتور سامي جمال، حيث استهلها بالثناء على زخم الحضور، ثم تحدث حول كون ال150 ألفًا-الذي بقوا في الوطن- من أهلنا بعد سنة 1948 "همًا" على المؤسسة، وتحدث عن " ملف القرى" حيث جمعت المؤسسة الإسرائيلية فيها معلومات تفصيلية ودقيقة جدًا عن كل بلداتنا العربية، والصداقات والعداوات داخل البلد والواحد، ثم تطرق الى فترة الحكم العسكري التي لم تنته إلا عام 1966. وتطرق الى ظاهرة تجنيد العملاء والمستعربين الذين توغلوا في المجتمع الفلسطيني وتطرق الى محاولة الأسرلة وفصل الداخل عن امتداده الفلسطيني، ثم استغلال مسألة التوظيف والعمل بتمريرها عن طريق المخابرات، وعمومًا الاستغلال السيء لتركيبة المجتمع العربي كله من أجل السيطرة.
وأكّد جمال أنه لا يؤمن بنظرية المؤامرة إلا أنه طرح عدة تساؤلات على صعيد آفة الجريمة، منها، كيف استطاعت المؤسسة الإسرائيلية القضاء على منظمات الإجرام في المجتمع الإسرائيلي خلال 10 سنوات، ومن ثم انتقل العمل الاجرامي الى داخل البلدات العربية في نهاية التسعينات مع بداية 2000 وكل ذلك على مرأى من الشرطة؟!.
ثم تحدث عن الطفرة في حوادث الاجرام بعد عام 2000 ووصول عدد الاسلحة الى حوالي نصف مليون قطعة سلاح موجودة بأيدي أبناء المجتمع العربي.10-15% نسبة حل ألغاز الجريمة، كأن هناك إغماض عيون، وتحدث عن السيطرة عن طريق إضعاف المجتمع العربي من الداخل.
وأكد جمال أنّ هبة الأقصى أطلقت شرارة الوعي على صعيد الهوية والانتماء، وعمومًا جيل ما بعد التسعينات هو جيل لا يخاف ( وإن كان مع بعض الإشكاليات)، وذكر أن بعض الشخصيات الإسرائيلية تساءلت أمام حضور بعض رؤساء السلطات المحلية العربية " ما لكم وما يحدث في القدس/الأقصى والضفة"، ومما يثير الشك توطين عملاء كُثر بدءًا من سنوات ال2000 في البلدات العربية.
وعدّد جمال بعض العوامل " المساعدة على إضعاف المجتمع العربي وتفشي الجريمة، كنسبة الفقر التي تتعدى 60% من العائلات العربية ( 6000 شيكل فما دون) ، تقريبًا30% من الشباب العربي( بين جيل 18-22) ( حوالي 100,000شاب) غير موجودين في أي اطار، وأضاف أنّ الاهتمام بالنجاحات الشخصية الفردية أضعف مجتمعنا و أيضًا ظاهرة العزوف عن التعليم عند الذكور-70% من طلاب الجامعات هنّ بنات وفقط 30% ذكور وهذا إضعاف لبنية المجتمع.
وأكد جمال أنّ كل هذه الأمور حدثت مع بعضها البعض، ولكن ايضًا مطلوب منا ان نعمل على التغيير بدءًا من أنفسنا .
البروفيسور إبراهيم أبو جابر القائم بأعمل رئيس جزب الوفاء والإصلاح كانت له المداخلة الأخيرة بعنوان " تحديات وآفاق من وحي الهبة" ، حيث بدأها بالترحيبب بالحضور ، وأكد أبو جابر أن الهبة جسدت الوحدة الوطنية بين أجزاء مجتمعنا وأفشلت سياسة الأسرلة، رغم اتّباع كافة الأساليب كتهميش اللغة العربية والدين الإسلامي.
وأضاف أن الهبة أفشلت نظرية جابوتنسكي "السور الفولاذي/ "الجدار الحديدي"، التي تؤمن وتتبنى سياسة العصا الغليظة، وأفشلت محاولة فصل فلسطينيي الداخل عن عمقهم الفلسطيني .
وأكد أن هبة الكرامة كذلك رفعت مستوى الوعي .
"نحن لسنا أقلية" قال أبو جابر معللاً ذلك كون أهلنا في الداخل هم أصحاب البلاد ولم يحلوا ضيوفًا على أحد. وأكد أن عدد الفلسطينيين وصل إلى 14 مليون نسمة، وهذا رقم عصي على المشروع الصهيوني.وحذّر من بعض مشاريع الأسرلة الجديدة ومن مروجي التنازل عن الهوية الوطنية ودعا إلى التمسك بالثوابت الدينية والوطنية ، بالقدس و الأقصى و حق العودة، كما دعا إلى الالتفاف حول لجنة المتابعة العليا مع المطالبة بضرورة تعزيزها وانتخابها انتخابًا مباشرًا من قبل جماهيرنا العربية.
وختم "نحن بخير رغم العنف،كنا 150 ألف اصبحنا 2 مليون، شعبنا الباقي وهم العابرون" .
وكانت لفتة من أحد الحضور، حيث أحضر تصريح صادر عن الحاكم العسكري- في الستينات- للمرحوم جده، كوثيقة شاهدة على تلك الحقبة المظلمة بما حملت من جور المؤسسة الإسرائيلية تجاه أهلنا.في الختام دعا العريف الحضور الى المشاركة الفاعلة بفعاليات لجنة المتابعة لإحياء الذكرى.
[email protected]