في الثاني من شهر آب 2023 تمَّ تكريم ابن بلدنا الرّاحل المربي، الأديب والشّاعر د. سلمان فرّاج ضمن فعاليات مهرجان جرش السّابع والثلاثين بدعوة من رئيس نقابة الفنانين الأردنيين الفنّان نايف الزّايد وقد قام الشّاعر الاردني عقل قدح بقراءة بعض قصائد الرّاحل الكريم والقى المحامي شادي سلمان نجل المُحتفى به كلمة بهذه المناسبة هذا نصُّها :
حضراتِ القيّمينَ على هذا المِهرجانِ الدَّوْليِّ والدُّوَليِّ المحترمين.
إنّهٌ لشرفٌ لِيَ عظيمٌ أن أمثُلَ أمامَكُم يا روّادَ الفكرِ الانسانيِّ النّيّر، أيّها المبدعونَ ثقافةً، فنّا وأدبًا، المخلصونَ في إحْياءِ تُراثِنا ومَوروثِنا المُشرقِ والمُشرّف والمنزرعونَ في واحةِ الانتماءِ الهاشميِّ، العربيِّ الوَحدويِّ الأصيل.
جئتُكُم مِن وطنِي، وطنِكُمْ المُكلَّلِ بأكاليلِ الغارِ والزّيتون، وطنِ الزّعترِ والياسمين، وطنِ الألمِ والفرح، وطنِ الأحلامِ النّديّة بآتٍ نضيرٍ تقتحِمُ فيهِ كوفيَّتُهُ السّوداءُ المُحال، جئتكم إلى وطنِكُم، وطني الآخرَ الذي يعتمرُ كوفيةً حمراءَ تبلغُ سماءَ المجدِ الأثيل والتّاريخِ الأصيل، فتتعانقانِ في أسمى وأنبلِ بَوْتَقَةٍ مِنَ الشّرفِ والعزّةِ والكرامة، جئتُكُم لأحدّثَكُم عنْ والدي المربي، الأديبِ والشّاعرِ سلمان فراج.
الجمهورَ الكريم ...
وُلد والدي في قريةِ الرامة الجليليّة الفلسطينية الوادعة عامَ 1941، درسَ في مدارسِها الابتدائية والثانوية وتخرّجَ عامَ 1959 وقدْ حصلَ على شهادةِ التَّوجيهي، ثمَّ التحقَ بدارِ المعلمينَ العرب في يافا وتخرّجَ منها عامَ 1962.
عملَ في التدريسِ في القريةِ الجارة نحف، ومِن ثمّ انتقلَ لبلدتِهِ الرامة ليعلِّمَ في مدرستِها الابتدائية، ومنها إلى المدرسةِ الثانوية.
كانَ أحدَ مؤسسي المسرح البلدي في القرية في الستيناتِ مِنَ القرنِ المنصرم فامتازَ على المستوى الإداري وأخرجَ آنذاكَ بعضَ المسرحيات.
عامَ 1978 عُيّنَ مفتشًا للغةِ العربية، إضافةً لعملِهِ في المدرسةِ الثانوية، وفي عامَ 1983 تفرَّغَ كليّا للتفتيشِ حيثُ أشغلَ وظيفةَ مفتشٍ عام لجميعِ المراحلِ التّعليميّة.
أثناءَ عملِهِ التحقَ بجامعةِ حيفا وحصلَ على اللّقبِ الأوّل عامَ 1972 في موضوعَيْ اللغةِ العربية وتاريخِ الشّرقِ الأوسط، وفي العامِ 2002 حصلَ على اللّقبِ الثاني في الأدبِ العربيِّ من جامعةِ حيفا.
واصلَ العملَ كمفتشٍ مُركزٍ للغةِ العربية في المدارس ومُحاضرًا في الكلّيةِ العربيةِ للتربيةِ في حيفا حتّى خروجِهِ للتّقاعدِ عامَ 2007.
ساهمَ في النَّهضةِ الأدبيّة معْ كبارِ الشّعراءِ والأدباءِ في الدّاخلِ الفِلسطيني مِن خلالِ عُضويتِهِ في رابطةِ الكتّاب الفِلسطينيين. وقدْ أثرى السّاحةَ الأدبيّةَ بأجملِ وأرقى ألوانِ الشّعرِ والنّثرِ إلى جانبِ المقالاتِ والدّراساتِ النّقديّة والمنهجيّة، كذلك شاركَ في تأليفِ وإعدادِ العديدِ مِنَ الكتبِ المدرسية في موضوعِ اللغةِ العربية.
ترَكَنا إلى رحمةِ ربِّهِ جَلَّ ذِكرُهُ وعلا ثناؤُهُ في الثّامنِ عشَرَ مِن تموز عامَ ألفينِ وسَبعة.
أصدرَ كتبًا للكبارِ البالغينَ وأخرى للأطفالِ الصغار.
وقد صدرت له كتبٌ عديدة أهمُّها:
- نقوشٌ عبرَ الإطار- (مجموعة شعرية).
- طيري يا طيارة – (قصة للأطفال).
-عِدال – (مجموعة شعرية).
- كلام للبيع – (مجموعة قصصية). - سلسلة من حكايات هيا في سبعةِ أجزاء (شعر للأطفال).
- أناشيد للأطفال _ بعنوان حلا الشقية
- من شوقياتِ ناعمة - ديوان شعر
- غربةُ العِطر – ديوان شعر
وقدْ منحَتْ مؤخرًا أكاديميةُ الهزار للشٌعرِ والأدبِ العربيٌِ اليمنية / السورية شاعرَنا وأديبَنا الراحلَ شهادةَ الدكتوراه الفخريّة تقديرًا منها لمسيرتِهِ الشّعرية والأدبيّة. وكذلكَ فعلَتْْ مجلةُ القلمِ الذهبيِّ الأدبية العراقية.
ويحضُرُني هنا قولُ الرّسولِ العربيِّ الكريم "سلمانُ منّا آلَ البيت" فقدْ حملَ والدي اسمَ الصّحابيِّ الجليل سلمان الفارسي رضيَ اللهُ عنهُ الذي أشارَ على الرّسولِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام بحَفرِ الخَندقِ لينقذَ المسلمينَ مِنَ المُلْحِدينَ والمشركين، أجلْ أبي اسمُهُ سلمان واسمُ أولادِهِ ميسون يوسف شادي هشام بلال وجليل والحمدُ لله جميعُها أسماءٌ عربيّة مُسَلِّمة أمرَ أصحابِها للهِ عزَّ وَجَل.
فكمْ أنا فخورٌ بكَ يا والدي يا مَن زَرَعْتَ فينا القِيَمَ العربيّة الأصيلة وغذّيْتَ أرواحَنا بأقانيمِ المحبّة والخيرِ والعدالة ورَويْتَنا من ماءِ زمزمَ العَذبِ النَقيّ، أجلْ إني فخورٌ بكَ يا أبتي بهذا الانتماءِ النّبيل، وأشكرُكُ فقد أتحْتَ لِيَ الفرصةَ أن ألتقيَ هذا الجمهورَ الكريم ومِن خلالِ هذا المِهرجانِ الرّائع.
أعتزُّ بك والدي، بعطائِكَ وابداعِكَ الأدبيّ، أحبُّكَ وأحبُّ شعبي بكلِّ أطيافِهِ وأحبُّ الانسانَ كلَّ انسان مِن خلالِكَ يا أغلى وأحلى انسان.
أشكرُكُم على هذا التّكريم، رعاكُمُ اللهُ وسَدَّدَ خُطاكُم.
[email protected]