بينما تجتاح الاحتجاجات والنضالات البلاد من أجل حماية الديمقراطية الأساسية في إسرائيل، تستغل هذه الحكومة الضجيج والانشغال العام بالانقلابات القضائية لمواصلة تنفيذ برامجها العنصرية في جميع القطاعات.
بالأمس فقط تم الإعلان عن تحويل 130 مليون شيكل من ميزانية التطوير للمجتمع العربي من أجل تمويل مخصصات تلاميذ المدارس الدينية وهذا بأمر من وزير المالية سموتريتش. واليوم أُعلن أن حزب عوتسما يهوديت يطالب بإلغاء الخطة الخمسية بأكملها.
علينا أن نتذكر أن هذه المليارات مخصصة لتعزيز الحياة والأمن الشخصي والتعليم والثقافة، مخصصة لسد الفجوات وتصحيح التمييز الفاضح ضد المجتمع العربي، هذا المجتمع الذي يعاني اقسى الأوضاع ومن بينها الجريمة التي أسفرت عن مقتل 124 ضحية منذ بداية العام. مجتمع يُعرَّف فيه 30٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا بأنهم عاطلون عن العمل والتعليم ومعرضون لخطر التدهور.
إنها سرقة في وضح النهار، حيث يحاولون تمويل الاتفاقات الائتلافية وإرضاء حلفائهم السياسيين على حساب المجتمع العربي الضعيف والنازف.
سنعاني جميعًا من عواقب إيقاف خطط التطوير، ولا يمكن لدولة يُترك فيها خُمس السكان لمواجهة مصيرهم القاتم لوحدهم أن تستمر لأمد طويل. سينفجر كل هذا في وجوهنا عاجلاً وليس أجلاً، وربما يكون الهدف الحقيقي للمتطرفين في هذا الائتلاف هو إنهاء قدرتنا على العيش هنا معًا عرب ويهود وأن نكون بديلاً لسياسة الكراهية والشرذمة.
حان الوقت لاحتجاج شامل يضم الجميع، من أجل الديمقراطية الحقيقية لكل مواطن ومواطنة في إسرائيل.
[email protected]