بدأت وزارة العدل الأمريكية تحقيقاً في تسريب وثائق عسكرية أمريكية سرية نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالهجوم الأوكراني المضاد المرتقب الربيع المقبل.
الأمر الذي يدفع للتساؤل بشأن مدى نجاح «هجوم الربيع» الأوكراني المرتقب، في ظل تقارير أمريكية تتحدث عن معاناة القوات الأوكرانية من نقص الذخيرة، مع خشية محللين أن يكون ما ظهر حتى الآن مجرد قمة «جبل الجليد» من الوثائق.
وتتضمن الوثائق لمحة جزئية عن الحرب تعود لشهر مضى، بالإضافة إلى أسرار خاصة بالأمن القومي الأمريكي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والصين، وفق تقرير أوردته «سكاي نيوز عربية».
وفتحت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» تحقيقاً في الوثائق المسربة بشأن الهجوم الأوكراني المضاد الربيع المقبل، تحتوي على مخططات وتفاصيل حول الأسلحة ونقاط قوة وضعف الكتائب وغيرها من المعلومات الحساسة.
ونشرت الوثائق السرية، على موقعي «تويتر» و«تليغرام»، وتوضح بالتفصيل خطط الولايات المتحدة وحلف «ناتو» لمساعدة أوكرانيا في الاستعداد لهجوم الربيع ضد روسيا.
«سري للغاية»
ووفق تقرير «نيويورك تايمز»، قال البنتاغون: إنه يقيّم الخرق الأمني المبلغ عنه، بينما يعمل البيت الأبيض على حذفها. وقال التقرير إن المعلومات الواردة في الوثائق عمرها 5 أسابيع على الأقل، آخرها مؤرخ في الأول من مارس الماضي.
وقالت الصحيفة: إن إحدى الوثائق لخصت جداول تدريب 12 لواء قتالياً أوكرانيا، وقالت: إن 9 منهم يتم تدريبهم من قبل القوات الأمريكية وحلف «ناتو»، ويحتاجون إلى 250 دبابة وأكثر من 350 عربة ميكانيكية، و480 مركبة وغيرها.
وتحدثت «نيويورك تايمز» عن «خرق كبير للاستخبارات الأمريكية» من خلال تسريب وثائق سرية معظمها حول أوكرانيا، تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتدعي الوثائق المسربة أن روسيا تكبدت خسائر في القوات تتراوح بين 16000 و17500 بينما بلغت الخسائر الأوكرانية نحو 71500، وهو فرق مذهل يتعارض مع رواية النصر التي تتحدث عنها كييف.
وتقول «اندبندنت عربية» إنه رغم تحقيق وزارة العدل والدفاع الأمريكيتين في التسريبات، فإن مسؤولاً استخباراتياً كبيراً قال لـ«نيويورك تايمز»، إن التسريب يمثل «كابوساً للعيون الخمس».
في إشارة إلى أمريكا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، التي تتبادل المعلومات الاستخباراتية بينها على نطاق واسع منذ عقود، بل إن إحدى الوثائق المؤرخة في 23 فبراير 2023 تحمل عنوان «سري ولا يجب مشاركتها مع دول أجنبية»، لكنها ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مع وثائق أخرى.
«جبل الجليد»
وفي حين يخشى محللون أن يكون ما ظهر حتى الآن مجرد قمة «جبل الجليد» من الوثائق، أقر مسؤولون في عدد من وكالات الأمن القومي بإمكانية أن يكون هناك تسريب منتظم وتدريجي للمعلومات السرية المنشورة على المواقع. وقال المسؤول السابق في «البنتاغون»، ميك مولروي إن تسريب الوثائق السرية يمثل خرقاً كبيراً للأمن ربما يعوق التخطيط العسكري الأوكراني.
كما نشأت مخاوف جديدة حول ما إذا كانت تلك المعلومات المسربة هي المعلومات الاستخباراتية الوحيدة التي تم تسريبها، ففي وقت كان المسؤولون في «البنتاغون» .
ووكالات الأمن القومي يحققون في مصدر الوثائق التي نشرت على «تويتر» و«تليغرام»، ظهرت وثيقة أخرى مجهولة الهوية على منصة الرسائل «4 تشان» تتضمن خريطة تهدف إلى إظهار حال الحرب في مدينة باخموت شرق أوكرانيا التي كانت مسرحاً لمعركة شرسة استمرت أشهراً عدة وتضمنت حرباً مدفعية شرسة وطاحنة خلفت آلاف القتلى.
[email protected]