تستضيف مدينة «العقبة» الأردنية، اليوم اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى بمشاركة وفدين فلسطيني وإسرائيلي يلتقيان مباشرة للمرة الأولى منذ سنوات، لمنع تفاقم الاوضاع الأمنية الآن وخلال شهر رمضان المبارك.
ويرأس الوفد الاسرائيلي مستشار الأمن القومي تصاحي هنغبي ويرافقه رئيس الشاباك رونين بار ومنسق أعمال الحكومة في المناطق غسان عليان ومدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي.
ويشارك في هذا الاجتماع الدول المبادرة وهي الولايات المتحدة ومصر والأردن.
إسرائيل تستجيب لطلب أمريكي
واستجابت اسرائيل لطلب امريكي لحضور القمة الرامية الى بحث سبل تخفيف حدة التوتر مع اقتراب شهر رمضان المبارك. ومن المتوقع ان يرفع الفلسطينيون مطالب ضد نشاطات جيش الدفاع في المناطق. وبدورها دعت حماس السلطة الى مقاطعة القمة بسبب مشاركة اسرائيل فيها.
حركة فتح ترفض دعوات المقاطعة
ومن جهته عبّر المتحدث باسم حركة فتح حسين حمايل عن رفضه للدعوات لمقاطعة قمة العقبة، وقال انه منذ مطلع العام الجاري قُتل ثلاثة وستون فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي الأمر الذي يحتم على القيادة الفلسطينية ان تتوجه الى كل مكان في الدنيا من اجل وضع حد للنشاطات الاسرائيلية خاصة اذا كانت هناك ارادة من المجتمع الدولي.
مسيرات منددة باجتماع العقبة
وشهدت مدن فلسطينية الليلة الماضية مسيرات منددة باجتماع العقبة ومشاركة السلطة فيه. وقال مصدر أردني في حديث لقناة الجزيرة ان هدف القمة وقف الاجراءات الاسرائيلية الاحادية والوصول لفترة تهدئة.
وأن الجانب الفلسطيني سيكون ممثلا بوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج ومسؤولين اخرين.
ويضم الاجتماع إلى جانب الوفد الفلسطيني، كلاً من الأردن ومصر والولايات المتحدة وفلسطين وإسرائيل.
وقالت قناة (المملكة) الأردنية، إن الاجتماع سياسي أمني، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بمشاركة إقليمية ودولية.
ونقلت (المملكة) عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته قوله، إن "الاجتماع بتنسيق كامل مع الفلسطينيين في ضوء خطورة الأوضاع من أجل وقف التدهور"، وهو الأول من نوعه بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة إقليمية ودولية منذ سنوات.
وأشارت، إلى أن "هناك اهتماما دوليا كبيرا بهذا الاجتماع الذي يأتي في وقت شديد الحساسية؛ كما يمثل عقده بالنسبة للمجتمع الدولي خطوة ضرورية وإنجازا هاما حققه الأردن للوصول إلى تفاهمات فلسطينية إسرائيلية توقف التدهور وتمهد لإجراءات تمهد لانخراط أعم".
موقف الرئاسة الفلسطينية
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان رسمي صادر عنها، اليوم الأحد، إن الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال هذا الاجتماع، سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد إقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
وأضافت، أن الوفد الفلسطيني سيشدد على ضرورة وقف جميع الاعمال الأحادية الإسرائيلية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، تمهيدا لخلق أفق سياسي يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقه بالحرية والاستقلال، بحسب ما جاء في بيان الرئاسة.
وتأتي هذه "القمة" عقب العدوان الإسرائيلي على نابلس، الأربعاء، الذي أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 100 آخرين.
الخطة الأميركية
سيشارك في "القمة" عن الجانب الأميركي مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، بيرت ماكغرك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربارة ليف، المتواجدان في المنطقة.
وستتمحور المحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية التي من المزمع أن تستمر 8 ساعات، حول الخطة الأميركية المقترحة لإنهاء التصعيد والمقاومة المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك قبيل حلول شهر رمضان.
وتشمل الخطة الأميركية، وقف أي إجراءات إضافية أحادية الجانب من طرف إسرائيل في ما يتعلق بالاستيطان، بالمقابل عدم توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة ضدها (إسرائيل) والعمل على التهدئة في الضفة.
مطالب السلطة الفلسطينية
تحمل السلطة الفلسطينية عدة مطالب مقابل تطبيق الخطة الأميركية، من بينها تحسين وضعها الاقتصادي والعمل على منع انهيارها، وتمكينها من استعادة قوتها الأمنية في الضفة والعمل على وقف الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة.
كما من بين مطالب السلطة الفلسطينية، فتح الباب لتجنيد 10 آلاف جندي جديد، وتدريب 5 آلاف عنصر من السلطة والسماح بإدخال أسلحة ومعدات لصالح أجهزتها الأمنية وتشكيل غرفة تنسيق مشتركة (فلسطينية وإسرائيلية وأميركية)، مهمتها منع قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات في الضفة من دون التنسيق معها.
إلى ذلك، ستطالب السلطة الفلسطينية بوقف المصادقة على أي عمليات استيطان جديدة، وبحث عودة المفاوضات مع إسرائيل.
وأفاد تقرير في وقت سابق، بأن "القمة الأمنية" تهدف إلى إرساء التفاهمات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي أعلن عنها بداية الأسبوع الجاري، من أجل تأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار فلسطيني يندد بالاستيطان. وبحسب هذه التفاهمات، تعهدت إسرائيل بتقليل اقتحامات قواتها للمدن الفلسطينية، لكنها خرقت هذا التعهد بارتكاب العدوان في نابلس.
الفصائل الفلسطينية تندد
ومن جانبها، نددت فصائل فلسطينية اليوم، السبت، بمشاركة وفد عن السلطة في "القمة" المرتقبة، وأكدت أنها "تأتي للالتفاف على الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته المشروعة".
وجاء في بيان مشترك لفصائل المقاومة أن "مشاركة طرف فلسطيني وأطراف عربية أخرى في هكذا لقاء تجعلهم شركاء في الجهود الدولية والإسرائيلية للالتفاف على إرادة شعبنا والقضاء على مقاومته المشروعة".
ونبهت إلى أن "الاجتماع يحمل خطورة كبيرة، بما يمثله من استكمال لمخططات التآمر على شعبنا وقضيته، وهو محاولة جديدة لاستئصال مشروع مقاومة شعبنا للمحتل".
ورأت أن "مؤتمر العقبة والمشاركة فيه استجابة للإملاءات الأميركية والإسرائيلية بما تمثله من غطاء لاستمرار جرائم الاحتلال وإمعانا في اختطاف القرار والتمثيل الوطني".
[email protected]