عاد الجدل مجددا حول حدود حرية التعبير، بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية رسما كاريكاتوريا رأى فيه كثيرون أنه يسخر من ضحايا نكبة زلزال تركيا، ليضاف لسجل حافل طال حتى النبي محمد.
وكانت المجلة نشرت كاريكاتورا لمبان مدمرة مع تعليق تقول فيه إن هناك زلزالا في تركيا.. وتضيف: "لا داعي لإرسال الدبابات"، وهو ما أثار انتقادات ووصف بأنه "شماتة" بضحايا الكارثة.
أستاذ أخلاقيات الإعلام والتواصل الاجتماعي في جامعة فاس المغربية، هشام المكي، علق على الموضوع قائلا إن ما نشرته "شارلي إيبدو" حول زلزال تركيا يمكن وضعه "ضمن سياق التوتر الحاصل بين باريس وأنقرة منذ سنوات، بعد محطات خلاف عديدة لم تعد تخفى".
وأضاف في تصريحات لصحيفة "هسبريس" المغربية أن كاريكاتير المجلة الفرنسية "يتعارض مع المهنية، كما يتنافى مع المبادئ الإنسانية المشتركة المتعارف عليها"، واعتبر أن "الصحفي المهني لا يمكنه التشفّي، ولو تعلق الأمر ببلدٍ في حالة صراع أو عداوة مع بلده".
ورأى في الرسم أنه "تعبير عن توجه واضح يستجيب لتحيّز مزدوج، من ناحية توتر العلاقات التركية الفرنسية، فضلا عن تحيّز إيديولوجي ربما بحكم رمزية النموذج التركي كبلد مسلم، ناجح ومُلهِم".
ونقلت الصحيفة عن المكي أن "الواقعة الأخيرة غيرُ مفاجئة بالنظر إلى تاريخ "شارلي إيبدو"، التي اعتادت على نشر رسوم مستفزة تنتهك بشكل صريح كل مواثيق الشرف وممارسة المهنة بنزاهة من حيث نقل الخبر أو سياقات استخدامه".
وقال إن "الأمر يتعلق بفاجعة إنسانية، لذا فإن التهكم أو التشفي فعل منحط أخلاقيا".
وأشار الباحث في أخلاقيات الإعلام إلى أن "الحديث عن حرية التعبير، باعتبارها من أبرز الحريات المنظِّمة للعمل الإعلامي، مسألة جيدة. لكن هناك شواهد تاريخية تثبت أنها حرية نسبية يتم التغاضي عنها خدمة لأجندة سياسية وتجارية".
وقال إن "مختلف المؤسسات الإعلامية تظل محكومة ببيئة اشتغالها تجاريا وسياسيا، وهو ما يُملي عليها، أحيانا، توجيهات عمل معينة".
المصدر: "هسبريس"
[email protected]